-->

الثلاثاء، 15 مايو 2012

ماذا لو اختفت أسماك القرش من محيطات العالم ؟

سمك,أسماك,أسماك القرش,إنقراض أسماك القرش,القرش الأبيض,القرش النمر
- أسماك القرش هي حيوانات مفترسة رائعة , تمثل قصة بقاء مثيرة للإعجاب , فلقد سبحت في المحيطات لأكثر من 400 مليون سنة , وتنوعت في بيئاتها بمرور الوقت لتعيش في الأنهار والبحيرات كذلك .
هناك حوالي 500 نوعاً معروفاً من القروش على قيد الحياة اليوم ، ومن المحتمل أن يتم اكتشاف المزيد منها .
أسماك القروش منها ما هو ضخم جداً كقرش الحوت الضخم  (Rhincodon typus) ؛ أو في حجم الإنسان ، مثل قرش الجيب (Mollisquama parini) ، ومع ذلك فإن القرش الأبيض الكبير  (Carcharodon carcharias) هو الذي يقود عادة خيال الناس نحو عدوانية أسماك القرش التي شكلتها عقود من الصور المرعبة التي نسجتها الأفلام . 
يخاف عادة البشر من أسماك القرش التي اكتسبت ظلماً سمعة سيئة بكونها تفترس البشر , وهذا دفع بعض الناس إلى التساؤل عما إذا كان العالم سيكون أفضل حالاً دون وجود أسماك قرش على الإطلاق !

كيف ستبدو المحيطات إن اختفت جميع اسماك القرش ؟

سمك,أسماك,أسماك القرش,إنقراض أسماك القرش,القرش الأبيض,القرش النمر
- تعيش أسماك القرش في معظم النظم البيئية في جميع أنحاء العالم , بما في ذلك موائل المانجروف الضحلة - وهي الأيكة الساحلية - والشعاب المرجانية الاستوائية , ومياه القطب الشمالي المتجمدة , وتعيش في معظم المياه المفتوحة في محيطات العالم الواسعة .
قالت جيني بورتولوزي- طالبة دكتوراه في قسم علم الحيوان في كلية علم الحيوان في دبلن في إيرلندا - " بغض النظر عن المكان الذي تعيش فيه أسماك القرش أو حجمها ، فهي جميعها حيوانات مفترسة ، وبالتالي فهي ذات أهمية حيوية لصحة موائلها. "
حيث تقوم أسماك القرش باصطياد الأسماك الضعيفة والمريضة , مما يضمن بقاء بقية الأسماك في صحة جيدة , وفي حجم يمكن لموارد الموائل دعمه .
فهولاء المفترسين المخيفين يمكنهم أن يساعدوا في الحفاظ على البيئة الخاصة بهم من خلال تواجدهم وحدهم - على سبيل المثال ، تقوم أسماء القرس النمر (Galeocerdo cuvier) التي تعيش في مروج الأعشاب البحرية بتخويف السلاحف ومنعها من الرعي المفرط للنباتات المائية .
كما تلعب أسماك القرش أيضاً دوراً مهماً في تنظيم انتاج غاز الأكسجين في المحيط , وذلك من خلال التغذية على الأسماك التي تلتهم العوالق المولدة للأكسجين .

وإذا اختفت أسماك القرش كذلك , فسوف تزيد أعداد الأسماك الصغيرة بشكل كبير جداً , لأنه لا يوجد حيوان يأكلها ، لذا بعد فترة فإن جميع العوالق والكائنات الحية الدقيقة والروبيان الصغير سوف تختفي جميعها , وفي النهاية ، سيتضور السمك الصغير جوعاً حتى الموت .
وعندما يحدث ذلك ، تنتقل الطحالب والبكتيريا إلى الشعاب المرجانية ، بحيث تغطي المرجان , فلا يتمكن من القيام بعملية التمثيل الضوئي ، وبالتالي سوف يموت المرجان تاركاً هيكله الذي سيتحول في النهاية إلى حجر جيري تسكنه بعض الكائنات مثل نجوم البحر , وقنافذ البحر - لذا - فبدلاً من وجود حفنة من الأنواع المختلفة كأسماك القرش والأسماك العظمية واللافقارايات والرخويات , ينتهي الأمر بشعاب مرجانية ميتة تسكنها من اربعة إلى خمسة أنواع حيوانية فقط .

تقوم أسماك القرش أيضاً بدور مهم في شبكة الغذاء المحيطية , فهي تُعَدّ طعام لآكلات اللحوم البحرية , حيث يُعتقد أن أسماك القرش البيضاء الكبيرة التي تقذفها الأمواج على الشواطيء بدون وجود أكبادها ، هي ضحية لهجمات حيتان الأوركا .
كما أظهرت لقطات فيديو في الآونة الأخيرة سمكة كلب البحر الشوكي  (Squalus clarkae) ، وهي تتغذى بشراهة على أحد أسماك القرش حيث ابتلعته بأكمله في قاع المحيط الأطلسي .
ومن المعروف أيضاً أن حتى الأخطبوطات تتغذى على أسماك القرش ، كما اتضح من مقطع فيديو نشرته ناشيونال جيوجرافيك على موقع يوتيوب عام 2009 .

كما أن أسماك القرش المهاجرة مثل قروش الشعاب المرجانية الرمادية (Carcharhinus amblyrhynchos) ، توفر أيضًا تغذية للكائنات الحية في مواقع متعددة في المحيط ، من خلال تركها وراءها غذاء سخيّ من برازها الغني بالنيتروجين.

المستقبل المظلم لأسماك القرش 

سمك,أسماك,أسماك القرش,إنقراض أسماك القرش,القرش الأبيض,القرش النمر
- حوالي 25% من جميع أنواع أسماك القرش مهددة بالإنقراض حالياً  ! 
ويرجع ذلك إلى أن أسماك القرش تلد القليل من الصغار بالإضافة إلى بطء نضجها الجنسي , لذا فإن أعدادها لا تتجدد بسرعة كافية لمواكبة خسائر الصيد التجاري .
وفي العقود الأخيرة - انخفضت اعداد أسماك القرش بنسبة تصل إلى 90% ، حيث تواجه العديد من أنواع أسماك القرش تدمير موائلها ,مثل غابات المانجروف , وموائل قاع البحر والشعاب المرجانية ، من جراء أساليب الصيد المدمرة مثل الصيد بشباك الجر .

على الرغم من المستقل المهدد لأسماك القرش إلا أنه يمكن للتشريعات الفيدرالية والمعاهدات الدولية مثل اتفاقية التجارة الدولية بالأنواع الحيوانية والنباتية البرية المعرضة للإنقراض أن تساعد في حماية أسماك القرش المعرضة لخطر الإنقراض .

ولكن إن اختفت حقاً أسماك القرش ، فإن التداعيات على شبكة أغذية المحيطات ستؤثر في النهاية على البشر أيضاً ، فقد تنهار مصايد الأسماك أيضاً ، ومن المحتمل أن يكون الصيادون هم الأكثر تضرراً ، كما أن الوجهات السياحية الكثيرة التي تعتمد على أسماك القرش لجذب السياح ستعاني بشدة .. 
لذا فمن المهم أن نفهم أنه بقدر ما تحتاج محيطاتنا إلى أسماك القرش ، فنحن بحاجتها أيضاً .

مصدر / livescience.com

أترك تعليقا

هناك تعليقان (2):

  1. منزل شجرة أكبر من منازلنا بأضعاف مضاعفة ×_×

    كل شيء يحصل :)

    ردحذف
  2. منزل جميل نفسي يكون عندي زيو

    ردحذف

إعلان فوق التدوينة


إعلانات

إعلان أسف التدوينة


إعلانات

كافة الحقوق محفوظة لــ عالم المعرفة 2017 - 2018 | تصميم : آر كودر