-->

الثلاثاء، 8 مايو 2012

لماذا يتوسع الكون ؟

توسع الكون,تمدد الكون,الجاذبية,قوة الجاذبية,الطاقة المظلمة,المادة,آينشتاين,هابل,معادلة,ثابت كوني

- كان آينشتاين يعتقد أن الكون عبارة عن نطاق كبير لا متناهي وشامل , واقترحت نظريته ( النسبية العامة ) نموذجاً لكون متجانس ومنحني مكانياً وتهيمن عليه قوة واحدة - هي قوة الجاذبية .
ومع ذلك فإذا كانت قوة الجاذبية وحدها هي التي تسيطر على بينة الكون , فحينئذ ستنجذب كل المواد في الكون إلى بعضها البعض , وسينهار الكون في النهاية بسبب وزنه وكثافته العالية .
ولكن من الواضح ان ذلك لم يحدث .. فالكون مستقر منذ نشأته , ولتحليل استقرار الكون الظاهر لنا , ضم آينشتاين إلى معادلاته ثابت يعمل على تحييد قوة سحب الجاذبية المؤثرة على بنية الكون , وسماه ( الثابت الكوني ) , لذا كان الكون في ذهن آينشتاين هو ذلك المكان الثابت والساكن بلا تمدد أو تقلص .
وكما تبين بعد ذلك - أن آينشتاين كان مخطئاً - على الرغم من أنه تدارك خطأه وتجاهل عالمه الساكن بعد اكتشاف "إدوين هابل" الثوري , حيث لاحظ هابل أن المجرات المجاورة لمجرتنا درب التبانة تبتعد عنا , وكما لاحظ هابل كيف زادت أطوال الموجات الضوئية المنبعثة من تلك المجرات وعٌرفت تلك الظاهرة بـ ( الإنزياح نحو الاحمر ) , حيث كان هناك علاقة بين المسافة والطيف الأحمر للضوء , فعند ابتعاد الاجسام عن مجرتنا يميل طيف الضوء الصادر منها إلى الاحمر بينما عند اقترابها يميل طيف الضوء منها نحو الازرق .
وعلى الرغم من أن آينشتاين كان مدعوماً من قِبل العديد من أرقى علماء الفيزياء الفلكية في جيله إلا أنه قام بتعديل نموذجه الكوني , واعتمد نظرية الكون المتوسع بعد ما يقرب من 14 عاماً .
توسع الكون,تمدد الكون,الجاذبية,قوة الجاذبية,الطاقة المظلمة,المادة,آينشتاين,هابل,معادلة,ثابت كوني
مجرة درب التبانة - الطريق اللبني Milky Way
ومع ذلك لا يقتصر الكون على التوسع فحسب , بل يتسع نطاقه بسرعة أيضاً , وهذا يعني أن المجرات البعيدة عنا تنكمش بسرعة أكبر بكثير من المجرات الأقرب إلينا ... 
وفي الوقت الحالي يتم حساب  معدل توسع الكون - أو ما يُعرف بثابت هابل - بـ 44,7 ميلاً في الثانية لكل ميغا فرسخ فلكي (واحد من الفرسخ الفلكي يساوي ما يزيد قليلاً عن ثلاث سنوات ضوئية) , ووفقاً لهذه القيمة فإن المسافة بين الأجسام الكونية سوف تتضاعف في 9.8 مليار سنة أخرى! .
إذن ... ما القوة الغامضة التي تقود الكون إلى هذا التوسع أو التمدد الإستثنائي ؟

- إكتشاف هابل يُعتبر واحداً من أهم الإكتشافات في تاريخ الفلك , ويثبت أن توسع الكون لا تتحكم به قوى واحدة فقط بل اثنتين , إحداهما هي قوة سحب الجاذبية الداخلية , والأخرى قوى طاردة غامضة تحيط بالمادة .
وفي حين أن قوى الجاذبية تعمل على جذب الأجسام الكونية نحو بعضها البعض , فإن القوى الطاردة الموجودة في الفراغ بين المواد تفعل عكس ذلك , وتباعد بين تلك الأجسام الكونية .
إن القوى الطاردة في الكون هي قوى غامضة , يُشير إليها علماء الفضاء باسم ( الطاقة المظلمة )  , وما يُحير العلماء بشأنها أكثر , هو من أين تأتي تلك الطاقة ؟
وذلك على الرغم من أن معادلة آينشتاين الأكثر شهرة E = MC² تظهر أن الكتلة والطاقة وجهان لعملة واحدة , وأنهما أشكال مختلفة للكيان نفسه , فالكتلة يمكنها أن تتحول إلى طاقة والعكس , مثل تحول كتلة الشمس إلى طاقة داخل مركزها .
لكن ماذا عن الطاقة المظلمة ؟ هل تنطبق عليها تلك المعادلة ؟
هذا ما يحير العلماء .. فالطاقة المظلمة موجودة في الفضاء بكمية هائلة حتى عندما يكون الفضاء خالياً من المادة أو الإشعاع , فكيف يكون هذا ممكناً ؟!
في الواقع يتكهن البعض ان الفراغ ليس فارغاً , ولكنه يحتوي على جزيئات مجهولة المصدر , أو يمكن أن تكون هناك قوة جديدة غريبة لم نكتشفها بعد , ربما لأن فهمنا لقوانين الكون مازال غير كامل .
ولكن في الوقت الحالي يُعتقد أن الطاقة المظلمة هي تجسيد لثابت آينشتاين الكوني - وهذا الثابت الكوني هو السبب في خطأ آينشتاين .
على كلٍ فإن فكرة الطاقة المظلمة غريبة وغامضة بالنسبة للعلماء حتى الآن , خاصة وأنها تشكّل حوالي 70% من مادة الكون , بينما تمثل المادة المرئية 4% فقط من الكون . 
إقرأ أيضاً : حقائق ربما لا تعرفها عن الماد المظلمة 
المصدر / scienceabc

أترك تعليقا

هناك 3 تعليقات:

إعلان فوق التدوينة


إعلانات

إعلان أسف التدوينة


إعلانات

كافة الحقوق محفوظة لــ عالم المعرفة 2017 - 2018 | تصميم : آر كودر