-->

الخميس، 13 سبتمبر 2012

الأمم البائدة.. 3-(قوم عاد)



( وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ* سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُوماً فَتَرَى القَوْمَ فِيْهَا صَرْعَى كَأَنَّهمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيةٍ * فَهَلْ تَرَى لَهُم مِّن بَاقِيَةٍ ) (الحاقة: 6-8) .


قوم عاد... قوم من الأقوام الآخرين الذين أهلكوا وذكرهم القرآن في العديد من الآيات، جاء ذكرهم بعد قوم نوح، أرسل الله هوداً إلى قومه فدعاهم إلى عبادة الله وحده دون شركاء والى طاعته، واجه القوم هوداً بالعداء واتهموه بالحماقة والكذب..

قوم "عاد" كانوا عرباً يسكنون الأحقاف-وهي جبل الرمال- وكانت باليمن,بين عمان وحضر موت.
وكانوا أول من عبد الأصنام بعد الطوفان,وقد أعطاهم الله بسطة في الجسم.


 وفي سورة الشعراء نجد شيئاً من التركيز على بعض الخصائص التي كان يختص بها هؤلاء القوم نتبينها من خلال مخاطبة رسولهم لهم: ( أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ * وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ) وكانوا يتصرفون بقسوة ويلحقون بالناس الأذى؛ وعندما أنذرهم نبيهم من سوء عاقبة أعمالهم قالوا له: ( إِنْ هَذَآ إِلاَّ خُلُقُ الأَوَّلِينَ). كانوا مطمئنين جداً إلى أنهم لن يصابوا بأي أذى

 موقعهم الاستراتيجي الممتاز..

لقد كان جزء من حظهم السعيد يتمثل في موقعهم الاستراتيجي على خط تجارة البَهارات والتوابل والذي يتوسط بين الهند والمناطق الشمالية من الجزيرة العربية، بالإضافة إلى ذلك كان سكان هذه المنطقة يتاجرون بالبَخُور الذي كانوا يستخلصونه من شجره النادر، ولما كان لهذا النبات شأن كبير عند الأقوام العربية في ذلك الزمان، حيث كان يستخدم في طقوسهم الدينية، فقد كانت توازي قيمة الذهب.

مدينة "إرم "أو"أوبار"

يصف الباحث الانجليزي توماس هذه القبائل "المحظوظة" وصفاً مطولاً، ويدعي أنه وجد آثار مدينة قديمة كانت إحدى هذه القبائل قد أنشأتها، 3 كانت هذه المدينة تعرف على لسان البدو باسم "أوبار"، وفي إحدى رحلاته قام بعض من البدو الذين يعيشون في المنطقة بإطلاعه على آثار واضحة، وقالوا له: إن هذه الآثار تقود إلى مدينة أوبار، إلا أن توماس الذي أبدى اهتماماً كبيراً بالموضوع توفي قبل أن يتم أبحاثه.



لم يضيع "كلاب" وقتاً بعد أن اطلع على كتاب توماس، واقتنع بوجود المدينة الضائعة الموصوفة في ذلك الكتاب، وبدأ بمتابعة البحث.
سار كلاب في طريقين ليبرهن على وجود مدينة أوبار، تتبع أولاً آثار المدينة التي أخبرت عنها قبائل البدو، ثم قدم طلباً إلى وكالة ناسا من أجل الحصول على صور للمنطقة من الفضاء، وبعد معركة طويلة أفلح في الحصول على تفويض يؤهله للحصول على صور لهذه المنطقة. 



تابع كلاب جهوده وأخذ يدرس الخرائط والمخطوطات القديمة التي وجدها في جامعة هانتينغتون في كاليفورنيا، كان هدفه أن يصل إلى خريطة قديمة لهذه المنطقة، وبعد بحث قصير وجد واحدة، كانت خارطةً رسمها الجغرافي المصري- الإغريقي "بطليموس" عام 200 ميلادي، يظهر عليها موقع لمدينة قديمة في المنطقة والطرق التي تؤدي إلى هذه المدينة.

منطقة الأحقاف التي تظهر باللون البني

في هذه الأثناء وصلته أخبار عن أن الصور التي طلبها من ناسا قد تم تصويرها، وفي الصور ظهرت ممرات قوافل كان من المتعذر تحديدها على الأرض بالعين المجردة، ولا يمكن رؤيتها بشكل كامل إلا من السماء، وبمقارنة هذه الصور مع الخريطة القديمة التي وجدها كلاب، توصل إلى النتيجة التي كان يبحث عنها: إن ممرات القوافل التي تظهر على الصور الفضائية تتطابق مع الممرات التي توجد على الخارطة القديمة، كانت المحطة الأخيرة لهذه الممرات منطقة واسعة، من الواضح أنها كانت في يوم من الأيام مدينة قديمة.



وأخيراً تم اكتشاف المنطقة التي كانت في أحد الأيام مسرحاً لقَصص يرويها البدو، بعد ذلك بوقت قصير بدأت الحفريات الأثرية عملها وأخذت آثار المدينة القديمة تظهر من تحت الأرض شيئاً فشيئاً، وهكذا سميت هذه المدينة القديمة "أوبار، جزيرة الرمال".



ولكن ما الذي يثبت أن هذه المدينة هي عاد التي ذكرها القرآن الكريم؟


منذ أن بدأت آثار المدينة بالظهور تبين أن هذه المدينة هي مدينة " عاد وإرم ذات العماد" التي ورد ذكرها في القرآن الكريم، لأن من بين الآثار التي ظهرت من تحت الأرض كانت تلك الأبراج التي ذكرها القرآن، يقول أحد أعضاء البعثة الأثرية الدكتورزارينزDr.Zarines: إنَّ أكبر دليل على أن هذه المنطقة التي ينقبونها هي إِرَم، مدينة عاد التي ذكرها القرآن، هو تلك الأبراج والأعمدة التي تميز منطقة أوبار هذه:

    (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بعَادٍ* إِرَمَ ذَاتِ العِمَادِ* الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا في البِلاَدِ ) (الفجر: 6-8).

لماذا لا توجد سجلات تاريخية لقوم عاد وحضارتهم؟

حتى الآن أمكن إثبات أن أوبار هي مدينة إرم التي ذكرها القرآن الكريم،إلا أنه من العجيب حقاً أن هوية هؤلاء القوم لا زالت مَحَطَّ جدل، فالسجلات التاريخية لا يوجد فيها أي ذكر لقوم مثل هؤلاء ؛ كانوا على درجة عالية من الحضارة، والأكثر غرابة هو أنه لم يرد حتى مجرد أسمهم في السجلات التاريخية.
من جهة أخرى، قد يبدو عدم وجود ذكر لهؤلاء القوم في سجلات الحضارات القديمة أمراً طبيعياً، السبب في ذلك:

 هو أن هؤلاء القوم عاشوا في جنوبي الجزيرة العربية، وهي منطقة بعيدة عن منطقة "وادي الرافدين" والشرق الأوسط، ولم يكن يصلها بهم أكثر من علاقات محدودة. من الطبيعي إذن أن يُغفل ذكر منطقة لا تكاد تُعرف في السجلات التاريخية، ومع ذلك فقد كانت شعوب الشرق الأوسط تتداول أخبار "عاد".

من أهم أسباب عدم وجود هذه المدينة ضمن السجلات التاريخية المكتوبة: هو أن الاتصال الكتابي لم يكن شائعاً في هذه المنطقة في ذلك الزمن،من الممكن أن نقول أن قوم عاد شكلوا دولة,ولكن لم تسجل هذه الدولة في السجلات التاريخية. ولو أن هذه الدولة استمرت لوقت أطول قليلاً فقد يكون ممكناً أن نعرف عنها الأكثر في أيامنا هذه.
إذن: لا توجد سجلات مكتوبة عن عاد، إلا أنه بالإمكان أن نجد معلومات هامة عن الأقوام المنحدرة عنهم،اي عن أحفادهم وبذلك يمكننا أن نأخذ من خلالهم فكرة عن عاد أنفسهم.


العديد من العلماء المعاصرين يقولون: إن عاداً قد دخلت في مرحلة تحول ثم ظهرت من جديد على مسرح التاريخ، يعتقد الدكتور ميخائيل رحمن الباحث في جامعة أوهايو أن قوم عاد هم أجداد الحضارمة، أحد الأقوام الذين عاشوا في جنوب اليمن، كان الحضارمة الذين ظهروا حوالي سنة 500 قبل الميلاد، أقل القبائل شهرة بين الذين عرفوا "بالعرب المحظوظين". حكم هؤلاء القوم جنوب اليمن لفترة طويلة من الزمن إلى أن اختفوا نهائياً عام 240 ميلادي بعد فترة من الانحلال لم تكن بالقصيرة.

يمر المسافر إلى جنوب الجزيرة العربية بصحراء قاحلة مترامية الأطراف، تغطي الرمال معظم هذه المنطقة، عدا المدن والمناطق التي شجرت حديثاً، هذه الصحارى كانت موجودة هناك لمئات أو حتى لآلاف السنين .
إلا أن القرآن الكريم يعطينا معلومات ممتعة عن هذه المنطقة من خلال الآيات التي تحكي عن عاد:

     (فَاتَّقُوا اللهَ وَأَطِيعُونِ* واتَّقُوا الَّذِي أَمَدَّكُم بِمَا تَعْلَمُونَ* أَمَدَّكُم بِأَنْعَامٍ وَبَنِينَ* وجَنَّاتٍ وَعُيُونٍ* إِنّي أَخَافُ عَلَيكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ) (الشعراء: 131-135).

 ولكننا لاحظنا أن أوبار اليوم التي اعتُمدت كموطن عاد وهي مدينة إرم، والمناطق الأخرى التي من المحتمل أنها كانت موطناً لهم أيضاً، مغطاة كلياً بالرمال، فلماذا استخدم هود هذه الكلمات وهو يعظ قومه إذن؟

يختبئ الجواب داخل سجل التغيرات المناخية، تكشف السجلات التاريخية لهذه المنطقة حقيقة هامة: وهي أن هذه الصحراء الواسعة كانت في يوم من الأيام حدائق غناء، وكانت أرضُها شديدةَ الخصوبة، كانت البساتين الخضراء والينابيع العذبة تحتل مساحة واسعة منها، كما يروي لنا القرآن منذ أقل من عدة آلاف من السنين، وقد تنعم أهل هذه المنطقة بِأَنْعُمِ الله عليهم، كانت الغابات تخفف من قسوة المناخ، فقد كانت الصحراء موجودة، ولكنها لم تكن بهذا الاتساع.

ويقدم لنا جنوب الجزيرة دلائل هامة على منطقة قوم عاد، والتي يمكن أن تلقي بعض الضوء على الموضوع، هذه الدلائل تقول لنا: إن سكان هذه المنطقة كانوا يستخدمون أساليب متطورة جداً في السقاية، وهذه الأساليب كانت لهدف واحد فقط هو الزراعة، التي كان يمارسها سكان هذه المنطقة والتي لم تعد صالحة للحياة اليوم.


يمكن معرفة السرعة التي تزحف بها الصحراء من خلال بعض الأبحاث التي قام بها معهد سميثسونيان Smithosonianفي الباكستان، حيث تحولت منطقة خصبة معروفة في القرون الوسطى إلى صحراء رملية بسبب الكثبان التي بلغ ارتفاعها 6 أمتار، وقد اكتشف أن الصحراء كانت تمتد بمعدل 15 سم يومياً، بمعدل السرعة هذا تبتلع الرمال الأبنية الشاهقة، وكأنها لم تظهر إلى الوجود أصلاً، مثال ذلك الحفريات التي أجريت في تيمنة في اليمن عام 1950 وظهرت مساكن وأبنية كاملة والتي عادت ودفنت بالكامل ، الأهرامات المصرية أيضاً كانت مغطاة تماماً تحت الرمال في يوم من الأيام، ولم تخرج إلى الضوء إلا بعد حفريات واستقصاءات دامت وقتاً طويلاً، باختصار: من الواضح أن هذه الأراضي الصحراوية كانت ذات مظهرٍ مختلفٍ فيما سبق من الأزمنة.

كيف هلكت عاد

يذكر لنا القرآن أن عاداً قد أهلكت بريح صرصر عاتية وأنها استمرت سبع ليال وثمانية أيام فأهلكت عاداً على بَكْرَةِ أبيهم.

 لقد رأى القوم سحابة العذاب التي كانت تقترب منهم، إلا أنهم لم يفهموا ما بها وظنوا أنها تحمل لهم الأمطار، وهذه دلالة هامة عن الكيفية التي كانت تقترب فيها الكارثة من القوم، لأن الزوبعة الرملية أو الإعصار الحلزوني الذي يلف الرمال الصحراوية يبدو من البعيد وكأنه سحابة ممطرة، إذن فمن الممكن جداً أن تكون عاد قد خدعت بمظهر هذه السحابة ولم تنتبه لحقيقة الكارثة. يقدم "دو" وصفاً لهذه العواصف الرملية ( والتي يبدو أنه وصف من خلال تجربة شخصية): " العلامة الأولى للعواصف الرملية هي اقتراب جدار هوائي محمل بالرمال، قد يصل ارتفاعه إلى آلاف الأقدام، يرتفع ويتحرك بفعل تيارات شديدة القوة".

وكان أول من ابصر الريح وما بها إمراة من عاد يقال لها "فهد" فلما تبينت ما فيها صاحت ثم صعٌقت. فلما فاقت قالوا: ما رأيت يا فهد؟
قالت :رأيت ريحا فيها كشهب النار,أمامها رجال يقودونها!

فسخرها الله عليهم سبع ليال وثمانية أياما حسوما,فلم تدع من عاد أحد إلا هلك..فكانو مصروعين ,متناسرين,كأنهم أعجاز نخل بجذوعها ,وقد تآكلت أجوافها,فارتمت ساقطة على الارض هامدة,كانت الريح تجيء إلى أحدهم فتحمله,فترفعه في الهواء ثم تنكسه على أم رأسه,فيبقى جثة بلا رأس
    
    (كَذَّبَتْ عَادٌ فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي ونُذُرِ* إِنَّا أَرْسَلْنا عَلَيْهِم رِيحاً صَرْصَراً في يَومِ نَحْسٍ مُّسْتَمِّرٍ* تَنْزِعُ النَّاسَ كَأَنَّهم أَعْجَازُ نَخْلٍ مُّنقَعِرٍ ) (القمر: 18-20).

    (وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ* سَخَّرَها عَلَيْهِم سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُوماً فَتَرى القَوْمَ فِيها صَرْعَى كَأَنَّهم أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ ) (الحاقة: 6-7).
    

بالرغم من التحذير والإنذار، إلا أن القوم لم يستمعوا واستمروا في تكذيب رسولهم، كانوا في ضلالهم يتمادون، حتى إنهم لم يكونوا ليدركوا ماذا يحدث عندما رأوا العذاب يقترب منهم واستمروا في تكذيبهم:

     (فَلمَّا رَأَوْهُ عَارِضاً مُّسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُم بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ ) (الأحقاف: 24).


 لقد كشف عن أوبار التي يظن أنها من بقايا "جزيرة الرمال" بعد التعمق عدة أمتار في الرمال، يبدو أن الريح العاتية التي استمرت سبع ليال وثمانية أيام قد كدست أطناناً من الرمال فوق المدينة، ودفنت الناس أحياء تحت الرمال، تشير الحفريات التي أجريت في أوبار إلى نفس الاحتمال،كذلك جاء في المجلة الفرنسية "Ca M' Interesse ": لقد دفنت أوبار تحت 12 متراً من الرمال بسبب عاصفة رملية"

أكثر الدلائل أهمية على أن عاداً قد دفنت في الرمال كلمة "الأحقاف" التي ذكرها القرآن الكريم في تحديدٍ لمكان عاد:

والنتيجة هي أن الكشوف الجيولوجية والتاريخية تشير إلى أن عاداً ومدينتهم إرم موجودة فعلاً وأنها هلكت كما ذكر القرآن الكريم، وبعد أبحاث لاحقة تمت استعادة آثار هذه المدينة من تحت الرمال.

على الإنسان عندما يرى هذه الآثار أن يأخذ العبرة التي يؤكد عليها القرآن، لقد قالت عاد في ضلالها: (مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً ) ولكن (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُم قُوَّةً وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ) (فصلت: 15).

على الإنسان أن يحتفظ بهذه الحقائق الثابتة في ذهنه طوال الوقت، ويدرك أن الله هو الأقوى والأعظم دائماً، ولا يمكن للإنسان أن يحقق أيَّ نجاح أو ازدهار إلا بعبادته.



المصادر\

كتاب100 قصة في نهاية الظالمين
الأمم البائدة\هارون يحيي


ساهم في نشر الموضوع ولك جزيل الشكر

أترك تعليقا

هناك 3 تعليقات:

  1. الحمد لله على النعمة .. شكراً للمعلومات القيمة ولكن لو أن مواضيعك جزء واحد لا مقسمة على هيئة أجزاء كان أفضل :)

    ردحذف
  2. أكثر من رائع .. معلومات قيمة جدا

    ردحذف
  3. كل امة تطغى يتقدمهم سلوكهم ستكون هذه نهايتهم

    ردحذف

إعلان فوق التدوينة


إعلانات

إعلان أسف التدوينة


إعلانات

كافة الحقوق محفوظة لــ عالم المعرفة 2017 - 2018 | تصميم : آر كودر