-->

الثلاثاء، 29 نوفمبر 2016

ماذا لو أصبحت البابسة مكان المحيطات والمحيطات مكان اليابسة ؟



- يتكون سطح كوكب الأرض مما يقرب من 71% من الماء , و29% من اليابسة , بحيث تشغل المحيطات حوالي 95,5% من جميع موارد المياه الموجودة في الأرض , لذا فسيحدث تغييراً جذرياً لكوكبنا في حال عكس تلك النسبة بين مساحة اليابسة والمسطحات المائية ..


- ولكن دعونا نتخيل هذا الفرض ..ما الذي سيحدث ؟ وهل ستكون الحياة مناسبة وملائمة على الأرض إذا حلت اليابسة محل المسطحات المائية والعكس ؟ !

1- إرتفاع درجة حرارة الارض 

- من المعروف أن المحيطات تلعب دوراً محورياً في خفض درجة حرارة الارض , فكميات هائلة من مياه المحيطات تتبخر وبالتالي منع حدوث إرتفاع في درجة حرارة الأرض كل يوم , فإذا كان معظم سطح كوكب الأرض سيصبح يابسة فإن الأرض ستكون ساخنة للغاية , ويتحول أغلبها إلى أراضي صحراوية , في حين أن القمم الجليدية سوف تنهار وتسبب فيضانات على جميع الأراضي المجاورة .
المحيطات تعمل على إعتدال درجة الحرارة , وذلك لإن المياه لديها حرارة نوعية عالية , بمعنى انها تمتص أكبر قدرمن الحرارة دون حدوث إرتفاع كبير في درجة الحرارة , على عكس الأرض , لذا فبدون هذه الخزانات الضخمة من المياه فإن درجة حرارة الأرض ستزداد بوتيرة سريعة وليس تدريجياً .

- شيء آخر يمكن أن يحدث وهو إنخفاض معدل إمتصاص الغازات الدفيئة , حيث تشكل المحيطات بالوعات لإمتصاص غاز ثاني أكسيد الكربون بشكل طبيعي , ولكن إذا حلت المحيطات محل اليابسة , فإنها لن تكون قادرة على إستيعاب جميع الغازات المسببة للإحتباس الحراري , مما يؤدي إلى حدوث تشبع كبير للغازات الدفيئة في الجو , وتسريع ظاهرة الإحتباس الحراري على غرار كوكب الزهرة , حيث ظاهرة الإحتباس الحراري عالية للغاية .

2- إضطراب المناخ في الأرض 

- بما أن المحيطات تساعد على توزيع الحرارة في الأرض بشكل صحيح بسبب دورة التبخر والتكثيف , حيث يتبخر الماء من المحيطات وغيرها من المسطحات المائية في الهواء ويخرج كذلك من النباتات والحيوانات إلى الهواء , فإذا تم تحويل المحيطات إلى يابسة فإن دورة المياه ستكون مضطربة للغاية , بحيث ستكون كمية الأمطار التي تهطل على المناطق البرية أقل إلى حد كبير , وهذا من شأنه أن يؤدي إلى الجفاف وتباين كبير في مناخ الأرض .

3- خلل في تكوين الغلاف الجوي 

- يتم توفير حوالي من 50 - 70 % من الأكسجين في الهواء من قبل النباتات المائية , فإذا غطت المحيطات مساحة أقل من سطح الكوكب , فإن الأكسجين لن يتجدد بسرعة كما كان من قبل , وفي نهاية المطاف فإن كمية الأكسجين سوف تتناقص , في حين ستزداد نسبة ثاني أكسيد الكربون , وسوف نلاحظ زيادة تلوث الهواء بشكل أكبر بكثير , وكذلك فإن الصناعات والمصانع التي تستخدم المسطحات المائية كوعاء لنفاياتها ستواجه مشاكل كبيرة مما سيزيد التلوث .

4- التأثير على الكائنات الحية 

- إن المحيط موطناً لملايين الانواع من الحياة البرية المائية , لذه فإن تحويله إلى يابس , وندرة المياه سيجعل الكثير من الكائنات المائية تتحرك نحو الأرض , لإن المحيطات لن تكون قادرة على تلبية حاجاتها لقلة المياه وقلة مواردها , أما بالنسبة للكائنات التي ستعيش في المحيطات فستكون صغيرة نسبياً للتأقلم مع ندرة المياه , في حين أن الحيوانات آكلة اللحوم ستكون وفيرة , ويرجع ذلك إلى قلة الأشجار والغابات على الأرض .

- أما بالنسبة للبشر فإن الأمر سيكون مختلفاً للغاية , فلو تمكن البشر من البقاء على قيد الحياة في درجات الحرارة العالية , فربما لا يعتمدون على الماء بقدر ما نقوم به الآن , ومن شأن البشر تطوير وسائل للتكيف مع درجات الحرارة والتنقل على الأرض , فعلى سبيل المثال , يمكن أن تكون أطراف الإنسان أكثر مرونة , أو تنمو لديهم أجنحه , ولكن أياً من الحيوانات وخاصة الثدييات والطيور لن تكون قادرة على التكيف مع درجات الحرارة العالية , ومن شأن الكائنات ذات الدم البرد أن تحكم الأرض حينها .

5- الكوارث البيئية 

- إن طول اليوم سيختلف قليلاً , وذلك بسبب الزيادة في كتلة الكوكب , وذلك لإن اليابسة ستكون أثقل من الماء نظراً لزيادة مساحتها , ومع ذلك فإ هذا التغير الطفيف له آثار عديدة على الأنواع والنظام البيئي العام .

فالمحيطات هي المصدر الرئيسي للطاقة الحرارية والكهربائية , ومع التراجع الكبير في الحجم فإنه لن يعد من الممكن تلبية الطلب على الطاقة , كما أن الأنهار ستجد صعوبة في تفريغ مياهها إلى المحيطات , وستكون المياه العذبة نادرة , فالمحيطات بمثابة إستقرار للكيان البيئي , وعدم وجودها بنفس المقدار ستجعل وجود بعض القارات مهدد بالإنهيار , مع التسبب في الإنفجارات البركانية والزلازل والتحولات التكتونية بشكل أكبر .

6- الحروب والنزاعات والإنقراض

- إن غياب الحواجز الطبيعية مثل البحار والمحيطات , ووجود مساحة اكبر من اليابسه من شأنه أن يسبب الكثير من الصراعات بين الدول لحكم مساحات أكبر من اليابسة أو النزاع على المياه نظراً لندرتها .

- كما أن الإنتقال بين البلاد سيكون مقتصراً على النقل البري والجوي , وسيكون هناك إستخدام محدود لوسائل النقل المائي , كما أن الدول التي تعتمد على المأكولات البحرية وتربية الأحياء المائية ستتعرض للإفلاس , لإن الحياة قرب المحيطات ستكون شحيحة للغاية , حيث سيفقد الناس في تلك المناطق مصادرهم الغذائية الرئيسية , حتى في المناطق القارية التي تعتمد على الزراعة من مياه الانهار والبحيرات , سوف تقل كثيراً .. ومن المحتمل جداً أن يتعرض الجنس البشري لخطر الإنقراض.

فسبحان من خلق كل شيء بمقدار ليسير الكون بنظام لا يتبدل إلا بأمره 

(إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ) - القمر "49"

المصدر :

أترك تعليقا

هناك 4 تعليقات:

  1. موضوع راااااائع :)

    ردحذف
  2. شكراً إبنتي على جهودكِ العظيمة والمقدّرة ، أمد الله في عمركِ ومتعكِ بالصحة والعافية ، وأسبغ عليكِ نعمه ظاهرة وباطنة ، وأدام نشاطكِ ، وزاد علمكِ ، وعظم أجرك . سأعود إليك بالتأكيد ؟

    ردحذف

إعلان فوق التدوينة


إعلانات

إعلان أسف التدوينة


إعلانات

كافة الحقوق محفوظة لــ عالم المعرفة 2017 - 2018 | تصميم : آر كودر