-->

الأربعاء، 18 مايو 2016

علوم الأبطال الخارقين : كابتن أمريكا


- كابتن أمريكا Captain America , يُعدّ بطلاً فريداً ومختلفاً بين أبطال مارفل Marvel , ليس لإنه يرتدي زياً ازرق , او يمتلك درع مطبوع عليه نجمة كبيرة , ولكنه مختلف لإنه لا يملك قوى خارقة فطرية ومتأصله لديه مثل ثور Thor, وولفرين Wolverine, والرجل الأخضر Hulk , كما أن ليس لديه أسلحة متطورة ودرع وبذلة حديدية مثل الرجل الحديدي Iron Man , ولكنه مجرد إنسان عادي خضع لتجارب عززت قدراته ووظائفه الحيوية بشكل كبير ومذهل .

- يرتدي كابتن أمريكا بدلة بألوان العلم الأمريكي ويحمل درع غير قابل للتدمير تقريبا. الاسم الحقيقي للشخصية في الغالب هو ستيف روجرز Steve Rogers، وهو شاب نحيل يعزز إلى ذروة الكمال البشري بفضل مصل تجريبي لكي يساعد حكومة الولايات المتحدة في الحرب العالمية الثانية, وقرب نهاية الحرب، يعلق الكابتن في الثلج ويبقى على قيد الحياة بحالة إحياء معلقة حتى يتم إحيائه في العصر الحديث.

* ولكن ما السر وراء قوة كابتن أمريكا , وكيف تم تعزيز قدراته الجسدية ؟


- الحقيقة أن السر الرئيسي لقوة كابتن أمريكا , هو مصل " الجندي الخارق " Super-soldier serum , وهو مخلوط خيالي يستخدم في عالم مارفل بين الحين والآخر , فهو مزيج متجانس من مواد كيميائية معينة في شكل سائل , قام بصناعته العالم " إبراهيم أرسكين " , والذي أُطلق عليه إسم " أستاذ رينشتاين " , وذلك لتطوير العمليات الحيوية والجسدية للجنود خلال الحرب العالمية الثانية , وكان كابتن أمريكا أول من تعرض للإختبار .

- هذا المصل الخارق لديه القدرة على زيادة ومضاعفة أضعاف القوة العقلية والحيوية والبشرية للإنسان , ولكن يتطلب عمله نظام مختلف تماماً حتى يستقر داخل جسم الإنسان , وحتى يعمل بوتيرة متسارعة , فبعد أن تم إعطاء " كابتن أمريكا " هذا المصل , تم وضعه في حجرة معدنية وتعريضه لوابل من أشعة خاص أطلق عليها " أشعة فيتا " , ( وهو شيء عجيب آخر في عالم مارفل ) , وقامت تلك الأشعة بتسريع عمل المصل وإستقراره داخل جسم " كابتن أمريكا " , ولكن الحديث عن عجائب تلك الأشعة شيء , والتعرض لطاقة تلك الأشعة بنسبة 100% في غرفة معدنية هو شيء آخر .. فهذا أمر قاتل بالفعل , بغض النظر عن نوعية تلك الأشعة الخيالية .


* إذاً فالحديث عن قوة تحمل " كابتن أمريكا " , وسرعته الفائقة , وقوته الكبيرة , وذكائه الفريد , هو شيء مذهل .. ولكن !

هل يمكن تكرار مثل تلك الآلية في عالمنا لصنع جنود فائقي القوة ؟

- حتى الآن لم يجد العلماء وسيلة لصنع مثل هذا المصل أو حتى إبتكار طريقة من شأنها تزويد البشر بقوة أضعاف قوتهم الطبيعية , ولكن إستطاع بعض العلماء تحديد عدد من جينات الجسم البشري التي من الممكن إستغلالها لإحداث مثل تلك النتائج الخارقة , فهذه الجينات , هي المسئولة عن القدرة على حمل الأكسجين في الدم , وكتلة العضلات , وغيرها , ويمكن بإستخدام تنقنيات معينة , تنشيط تلك الجينات لتحسين قدرتها على أداء تلك الوظائف .

- وفقاً لـ سيباستيان ألفارادو Sebastian Alvarado , وهو عضو في أبحاث ما بعد الدكتوراه في علم الاحياء في جامعة ستانفورد , فإن مختلف أدوات تعديل الجينوم الوراثي أو الحمض النووي الموجودة حالياً , تهدف إلى تعطيل أو تنشيط بعض الجينات لجعل الجسم البشري العادي أكثر قوة في بعض العمليات الحيوية , مثل تعزيز مهارات حل المشكلات , وزيادة سرعتك , وتحسن ردود الأفعال لديك , ومن هذه الأدوات الموجودة حالياً " zinc finger nucleases, or CRISPR/Cas9 systems - نيوكلييز اصبع الزنك، أو / نظم Cas9 كريسبر " , وهي عبارة عن إنزيمات تقييد اصطناعية تم إنشاؤها بواسطة دمج حمض نووي مع إصبع من الزنك ويمكن هندسة هذه المجالات أو القطع من أصبع الزنك لاستهداف تسلسل الحمض النووي ، وهذا يتيح إستهداف تسلسل جينوم فريد أو معين ضمن الجينوم.

وعلى الرغم من من وجود تلك التقنيات التي تغير الشفرة الوراثية ويمكن أن تعطي نتائج أفضل للجسم البشري , إلا أننا بحاجه إلى أشعة تعمل على إستقرار تلك التعديلات الوراثية في جسم الإنسان .

وبطبيعة الحال لم يتم إختبار تلك التقنيات على البشر , فالتعقيدات البيولوجية , والإعتبارات الأخلاقية تمنع تطبيقه على البشر , حيث تم تجربتها على فئران التجارب فقط .

شيء آخر سننتطرق إليه ..

وهي عودة كابتن أمريكا من حالة التجمد حياً وليس به أثر للشيخوخة بعد مرور عشرات السنين , فهل يمكن أن يحدث ذلك علمياً ؟

- الحقيقة أن تلك التقنية تسمى cryosleep , وهي تقنية تستخدم لتخزين أجساد البشر في درجة حرارة منخفضة للغاية على أمل القدرة على إيقاظهم في المستقبل ,ولكن التكنولوجيا المستخدمة في تلك العملية لا زالت في مراحلها الاولى على الرغم من إستخدامها اليوم , ولكن في نطاق محدود على أجسام أولئك الذين ماتوا جراء أمراض لا شفاء منها في الوقت الحالي ,أملاً في إعادتهم للحياه بعد إيجاد دواء لأمراضهم , حيث يعتقد العلماء أن بعض خلايا المخ تظل حية على الرغم من توقف القلب عن الخفقان , كما أن ممارسة تلك التقنية غير قانونية على أجسام الذي لا زالوا على قيد الحياه .

وفي حالة كابتن أمريكا .. نجد أن من الممكن أن يبقى جسده كما هو بعد حفظه في الجليد , فلدينا مثال على ذلك , وهو حالة حيوان الماموث المنقرض , والذي عثر العلماء على جسده كاملاً تماماً كما هو , بعدما حفظ لآلاف السنين في سهول سيبيريا المتجمدة , ولكن أن يعود الكائن حياً ... هو أمر مستحيل بالطبع !

فلن يستطيع بشر قط أن يحي الموتى , فالذي يحيي ويميت هو الله سبحانه وتعالى

- وبقدر ما جعل كابتن أمريكا مستقبل تعديل الجينات لتنمية قدرات الإنسان يبدو مشرقاً .. إلا أن الحصول على جسد قوي , وذكاء كبير , ليس الشيء الوحيد الذي قد يجعل منك بطلاً خارقاً , فهناك سمات أساسية في كل إنسان , هي التي تجعل منه شخصية جيدة أو سيئة , وهذه السمات لا يمكن تعديلها بأي مصل خارق .

إقرأ ايضاً

من أين جاء الأبطال الخارقون؟

علوم الأبطال الخارقين : فلاش


المصادر:

1 2 3 4 5

أترك تعليقا

ليست هناك تعليقات

إعلان فوق التدوينة


إعلانات

إعلان أسف التدوينة


إعلانات

كافة الحقوق محفوظة لــ عالم المعرفة 2017 - 2018 | تصميم : آر كودر