هل سالت نفسك يوما وانت تاكل على مائدة الطعام هل هذا الطعام قادم من المزرعة الى المائدة ام مر على مصنع من مصانع شركات تحضير وتصنيع وتعليب وتغليف الاطعمة؟
تكاد لا تخلو موائدنا من الأطعمة المصنعة Processed Foods , فمنذ ان كانت بذرة تعرضت للتعديل الوراثى والمبيدات , وتعرضت خلال عملية التحضير إلى إضافة مواد كيميائية اصطناعية , والتى تحتوى على الكثير من السكر والملح والدهون الغير صحية.
والحقيقة هى اننا فى وجباتنا نستهلك بمقدار تقريبى 70% اطعمة محضرة صناعيا و 30% اطعمة صحية.
وهناك حقائق صحية غير مبشرة عن الاستهلاك طويل المدى لهذا النوع من الاطعمة يجب ان تعلمها..
مبدئيا ما هى الاطعمة المصنعة والفائقة التصنيع والفرق بينهما؟
الاطعمة المصنعة : حسب تعريف منظمة الغذاء والدواء الامريكية هو معالجة السلع الزراعية الخام بما فى ذلك التعليب والطبخ والتجفيف والتجميد او الطحن. وهذا يعنى ان الاطعمة الطازجة هى التى تاخذها مباشرة من مصدرها كالأرض او المزرعة. "لا يعتبرغسلها وتحضيرها ضمن التصنيع الذي نتكلم عنه هنا " .
وربما يعتقد الشخص العادى أن الصودا , الشيبسى "شرائح البطاطس المقلية المعلبة" , الحلويات , المخبوزات ذات مدة الصلاحية طويلة المدى والاطعمة سهلة الاكل والمضاف اليها مكسبات طعم ورائحة اصطناعية , او كيماويات او مواد معدلة وراثيا, هي من الأطعمة المصنعة , لكن الحقيقة ان هذا هو تعريف الاطعمة الفائقة التصنيع.
فقد قد عرف باحثون من جامعة ساو باولو وجامعة تافتس "الاطعمة فائقة التصنيع او المعالجة" على النحو الاتى:
هى تركيبات وخليط من مواد عديدة , بجانب الملح والسكر والزيوت والدهون , تحتوى على بدائل اطعمة ومحسنات وهى تحديدا كالنكهات والالوان والمحليات والمستحلبات والمواد المضافة الاخرى المستخدمة لتقليد الصفات الحسية وطعم الاغذية الطبيعية الطازجة الغير مصنعة او الحد الادنى من المعالجات واستعدادات الطهى "تسهيل وتسريع عملية التصنيع" او لإخفاء الصفات الغير مرغوب فيها من المنتج النهائى.
فمعظم الناس يخلطون بين الاطعمة المصنعة والفائقة التصنيع عند شرائهم لها والتمييز بينهما, وكمثال للاطعمة التى نستهلكها يوميا من الطعام المصنع وفائثق التصنيع :
الخضار والفاكهة المعلبة او المجمدة.
اللحوم المعلبة كاللانشون "المورتديلا" والسجق والبيف باشكاله المختلفة.
وفى الافطار كوجبات الحبوب والشوفان وقضبان الطاقة.
عصير الفاكهة ومشروبات الطاقة والصودا المعباة او فى زجاجات او فى علب كارتون رباعية الشكل كعلب الالبان الكرتونية.
اطعمة الاطفال والحبوب المعباة او فى زجاجات.
الاطعمة المزودة ببدائل ومعززات التغذية او النمو.
الاطعمة المصنعة لكى تكون جاهزة بمجرد وضعها فى الميكروويف او الجاهزة للاكل مباشرة.
النودلز سهلة وسريعة التحضير.
المخبوزات او المعجنات المجمدة الجاهزة للتسخين وما يماثلها من الحلويات بما فى ذلك الكوكيز.
التوابل والاضافات "الدريسينج" للسلطات , والمربى المعلبة والمصنعة.
الزبادى والاطعمة المخمرة مصنعيا وليس طبيعيا.
وللتبسيط انظر فى مكونات المنتج المطبوعه عليه كلما طالت كلما كان المنتج مصنع اكثر ومر بعمليات اكثر تعقيدا .
ولتدرك مدى خطورة الوضع , لكى يطبع المصنعون المواد المستخدمة على علب التصنيع والتغليف عانى المطالبون بذلك " كرابطة المستهلكين للاطعمة العضوية" لمدة 20 عاما لاصدار قوانين تجبرهم على ذِكر هذه المكونات وخصوصا المعدله وراثيا منها التى تباع فى البقالة والاسواق ومع ذلك هم حتى الان لا يذكروا جميع المكونات وخصوصا المعدلة وراثيا منها.
تاريخ الاطعمة المصنعة:
البشر بدأوا فى تصنيع ومعالجة الاطعمة منذ آلاف السنين بِدءاً بقدماء المصريين حيث استخدمو الملح لاطالة عمر الطعام وتخزينه , وفى مدن قديمة فى ايطاليا وروسيا والتشيك كانت هناك دلائل على طحن الحبوب وخلطها بالماء لعمل الخبز.
واشكال اخرى من حِفظ الاطعمة كالتخمير والتخليل والمعالجة استخدمت من آلاف السنين فى حضارات مختلفة للحفاظ على مؤنة الطعام فى الشتاء او فى حالة السفر لمدة طويلة او كمؤنة للجنود فى حالة الحرب. وهذا ادى الى الوصول لتصنيع البيرة والنبيذ والاجبان واللبن الرايب والزبدة.
وشهد القرن ال 19 ازدهار في معالجة وتصنيع الاطعمة. فبدأت عملية التعليب والتعبئة لخدمة الاحتياجات العسكرية. وقد كانت العلب المستخدمة وقتها خطرة وملوثة بالرصاص.
البسترة, وهى الاسلوب الذى يطيل العمر الافتراضى لمنتجات الالبان والنبيذ مما يسمح بزيادة الانتاج والتوزيع, وقد تم اكتشاف البستره وتسجيلها كبراءة اختراع من قِبل لويس باستور فى منتصف القرن التاسع عشر
فى القرن العشرين , ساهم المجتمع الاستهلاكى المتزايد فى الولايات المتحدة فى نمو الصناعات الغذائية , حيث طورت طرق جديدة كالتجفيف والتجميد والرش وتركيز العصائر ثم تم ادخال مواد التلوين والمواد الحافظة والمُحلَيات الصناعية والوجبات الجاهزة سريعة التحضير ودخلت الفواكه والعصائر ايضا واصبح هناك الطعام الفورى كالنودلز التى اشتهرت كثيرا. وكل هذا كان موجًه لربات البيوت العاملات اللاتى تعبن من تحضير الطعام من الصفر.
ولاقناع الناس بإن الاطعمة المصنعة جيدة او حتى افضل من الاطعمة الصحية الطازجة كان يتم تسويقها على انها لتوفير الوقت والجهد والمال واطلقو عليه مصطلح "الطعام المريح او الملائم" “convenience foods”
ولكن هل يعوضك توفير الوقت والمال عن الوضع الصحى السئ ؟!
ليس هذا ما يحتاجه الجسم او يريده
لم تُخلق وتُصَمم اجسامنا كى تقتات او تنمو على الأطعمة المصنعة , ولم يكن مقدرا ايضا للطعام ان يتم تعديلة او تصنيعة . فكلما تم تعديل وتغيير طبيعة الطعام , كلما زاد اثره سوءا على صحتك.
الاطعمة المصنعة تفتقر فعليا إلى المحتوى الغذائى بالمقارنة مع الاطعمة الطبيعية. على سبيل المثال , معظم الخبز المصنع والوجبات الخفيفة "سناكس" يُستخدم بها حبوب معدلة مزال منها النخالة والجراثيم المفيدة ومعها ايضا العناصر الغذائية الهامة مثل الالياف والحديد وفيتامين ب.
والاغذية المجففة بجانب انها تقل جدا بها كمية فيتامين سى والالياف اصبحت أيضاً كثيرة الطاقة والسعرات مما يساهم فى زيادة الوزن وخصوصا عندما تطبخ فى الماء. وزيادة على ذلك تتسرب المواد الغذائية اكثر منها.
إن الاطعمة المصنعة مليئة بالسكر والدهون الغير صحية والصوديوم. ولم تُصمم اجسامنا لتتعامل معها بكميات مرتفعة. مما يشكل خطرا على الصحة وتحديدا "السكريات المعدلة عالية الفركتوز" "كشراب الذرة" الذى يتحول الى دهون فى الجسم ويدمر ويعبث بمستويات الانسولين واللبتين ويؤدي إلى أمراض مزمنة مثل السمنة والسكري والسرطان , وفى نفس الوقت هناك علاقة ورابط بين الدهون غير المشبعة الاصطناعية التى تاتى على شكل زيوت نباتية مهدرجة وبين امراض القلب.
وكالعادة تم خلط الطعام المصنع بمكونات خطرة معدلة وراثيا وهو من قبل قد استُخدِم معه مبيدات. حيث تدخل الذُرة المعدلة وراثيا فى معظم هذه الاطعمة والصويا والكانولا وبنجر السكر وزيوت القطن . فوفقا للسوق الامريكى 80% من الاطعمة (الغير عضوية) تحتوى على مكونات معدلة وراثيا . وكل ما حدث فى هذا الصدد هو اجبار المصنعين على ذكر هذه المعلومات على المنتج طبقا للقانون فقط .
محملة باضافات صناعية ضارة بالصحة
بما يقرب ل 5000 اضافة يسمح باستخدامها من قِبل مصنعى الاطعمة وهذا الرقم فى ازدياد واذا اضفنا العوامل والمكونات الموجودة بسبب التعبئة والتغليف سيصل هذا الرقم الى 10000.والاسوا من ذلك ان معظم هذه الاضافات لم تخضع لاى اختبار سلامة. وعدد قليل جدا تم اختباره باختبارات ليست مقنعة . والبعض من هذه الاضافات خطير جدا . على سبيل المثال:
Diacetyl and 2,3-pentanedione (PD) تجدهم فى الفوشار المجهز لينضج فى الميكرويف ليعطى نكهة الزبدة , حيث ان لهم تاثير على صحة ووظائف المخ , ومرتبط بمرض الزهايمر وتسمم الجهاز التنفسى.
Monosodium glutamate (MSG)ويوجد فى الشيبسى "رقائق البطاطس المقلية" واللحوم المصنعة ومجموعة واسعة من الاطعمة الاخرى, مما يؤدى الى تدمير الخلايا, مرض باركينسون, والزهايمر واكثر من ذلك.
الاصباغ الغذائية والالوان الصناعية ك Red #40, Yellow 5, and Blue #2هذه المواد مرتبطة ب "اورام الدماغ" "فرط النشاط" "فرط الحساسية" واثار سلوكية اخرى سيئة لدى الاطفال.
مواد حافظه ك butylated hydroxyanisole (BHA) and butylated hydroxyl toluene (BHT)يضر بالنظام العصبى فى الدماغ , ويؤثر على السلوك حتى انه يؤدى الى السرطان.
tertiary butylhydroquinone (TBHQ)يكفى ان تعلم انه وفقا لمنظمة الغذاء والدواء جرعة من 5 جرامات من هذه الماده كافية لقتلك
التخلى عن الاطعمة المصنعة "ليس بالامر السهل"
اذا كنت تظن انه بمجرد رمى الاطعمة المصنعة الموجودة فى بيتك فى سلة القمامة سيخلصك فانت مخطئ فهذه الاطعمة يوجد عليها ادمان على مستوى العالم , فهى تحاكى تاثير الدوبامين وهو شعور جيد يؤثر على الخلايا العصبية الناقلة والمخ كما تفعل المخدرات. والمصنعين لهذه الاطعمة مدركين لذلك تماما. والحقيقة هى انهم من قامو بتصميم منتجاتهم لتوقع هذا التاثير "الادمان" بك كمستهلك.
يمكنك الرجوع فى هذه النقطة بالتفصيل لكتاب مايكل موس
“Salt, Sugar, Fat: How the Food Giants Hooked Us.”
للاسف الكثير من الناس مازالوا يستهلكوا الاطعمة المصنعة المعدلة وراثيا والملوثة بالمبيدات "الاطعمة الفائقة التصنيع". نظرا لسعرها ولطعمها ونكهتها المميزة. لكن ما تظن انك تحفظ به مالك ووقتك سينقلب فى النهاية على حساب صحتك بمعاناة لانهائية مع امراض ميئوس من شفائها وبلا رجعة.
بدلا من ذلك عليك ان تبدا بنظام غذائى يتكون من اطعمة صحية كالفواكه والخضروات الطبيعية , ولحوم من مواشى وابقار تتغذى على العشب , والبان طازجة غير معالجة قادمة اليك مباشرة من مصدرها الحقيقى. والتغذى على دهون صحية مشبعه تجدها فى جوز الهند وزيت جوز الهند والافوكادو والمكسرات النيئة. وبالنسبة للمشروبات فعندك المياه الطبيعية والعصائر الطازجة بدلا من العصائر القادمة اليك من مصانع اضيف اليها ما اضيف, وبدلا من الصودا ومشروبات الطاقة التى نفعها لا يذكر امام ضررها الهائل
وبالاضافة الى ذلك, واحرص على طبخ وتحضير طعامك فى منزلك, للتاكد بنفسك من امان وخلو وجبتك من الاضرار, حيث انك بذلك تحمى نفسك من اضررا تناول الوجبات السريعة "حيث انهم ايضا يستخدموا اطعمة مصنعة". وشجع افراد عائلتك على التجمع حول مائدة طعام واحدة معاً فانت بجانب محافظتك على الصحة عموما فانك تنمى اواصر الصلة بينهم.
مصادر
Elaine Catherine R. Ferrer is a contributing writer to the Organic Consumers Association andMercola.com.
Ronnie Cummins is international director of the Organic Consumers Association.
https://www.organicconsumers.org
أترك تعليقا
ليست هناك تعليقات