-->

الأحد، 1 يوليو 2012

كيف يستطيع الببغاء أن يتكلم؟

- من بين كل المخلوقات على الأرض , هناك نوعان فقط من الكائنات التي تستطيع إنتاج اللغة : البشر .. وبعض الطيور , ومن بين تلك الطيور القليلة التي يمكن أن تقلد الخطاب البشري " طيور المينة , الغربان , وبالطبع الببغاوات هي الأفضل في ذلك , فهي تتحدث بلغات متعددة , ويمكنها أن تحاكي جمل كاملة مفهومة .
ولكن لما الببغاوات على وجه الخصوص من تستطيع أن تُنتج لغة بشرية مفهومة ؟
الببغاوات هي كائنات متعلمة للأصوات , بمعنى أنها تدرك الأصوات عن طريق السمع ثم تقلدها , وعلى الرغم من العديد من أنواع الطيور الأخرى تميّز وتكرر الأصوات , إلا أن الببغاوات محترفة في ذلك .
إريك جارفيس - الخبير في علم الأعصاب وعلم الأصوات بجامعة ديوك - نشر دراسة علمية في موقع " المكتبة العامة للعلوم " Plos , يشرح فيه السبب في قدرة الببغاوات على تقليد اللغة .
حيث أوضح أن أي طائر متعلم للأصوات لديه جزء في الدماغ يُسمى " نظام الصوت " , حيث تختلف في الببغاوات ,فهذا النظام يتكون من طبقتين , طبقة داخلية ( موجودة في كل الطيور المتعلمة للأصوات ) , وطبقة خارجية ( القشرة ) وهي طبقة فريدة من نوعها توجد في الببغاوات فقط , ويعتقد جارفيس أن تلك الطبقة الخارجية التي تم اكتشافها مؤخراً هي المسئولة عن تمكن الببغاوات من محاكاة اللغة ( على الرغم من أن جارفيس لم يستوعب كيف تعمل تلك الطبقة بالضبط ) .
ولكن لماذا تنسخ الببغاوات الكلام البشري ؟
في البراري , تستخدم الببغاوات براعتها في محاكاة الأصوات لتبادل المعلومات الهامة بين بعضها البعض كي تنسجم مع أفراد السرب , وكما تقول " إيرين بيبربرج " - وهي باحثة في جامعة هارفارد , واشتُهرت بعملها في دراسة ذكاء الببغاء الأفريقي الرمادي الذي كان يُدعى أليكس والذي عاش في مختبر بيبربيرج لمدة 30 عامًا ، حتى وفاته في عام 2007 .. " أن الطائر الوحيد والمنعزل في البرية هو بمثابة طائر ميت , لا يستطيع البحث عن الطعام و ويكون فريسة سهلة للحيوانات المفترسة كذلك , لكن وجوده في سرب يجعله يتبادل المسؤوليات مع أفراد المجموعة " .
والببغاوات طيور قادرة على التعلم , واستخدام اللهجات المختلفة , فببغاوات الأمازون في كوستاريكا على سبيل المثال , تتقن اللهجات الإقليمية في المنطقة وعندما تتبادل المناطق , فإنها غالباً ما تتعلم اللغة المحلية الجديدة .
لذا فعند وضع ببغاء في بيت مجموعة من البشر , فإنها تدمج نفسها في هذا الوضع كما لو أن افراد المنزل جزء من سربها ولذلك تتعلم لغتهم البشرية .
فالببغاوات الأليفة لديها كل الشروط لإلتقاط اللغة .. فلديها الوقت , الإلهام , القدرة العقلية , بينما الببغاوات البرية من ناحية أخرى , تفتقر إلى القرب اللازم والمطلوب من الكلام ( على الرغم من سماعها أحيانا لغات بشرية ) لذا تركز الببغاوات البرية على الببغاوات الأخرى فيما تريد أن تتعلمه , بينما إذا كانت مصادرهم للتفاعل الإجتماعي هم البشر , حينئذ سيبدأون بالتركيز علينا في تعلم اللغة .
الببغاء الرمادي الإفريقي أليكس - blog.wikimedia.org
سؤال آخر .. 
هل تعرف الطيور المتعلمة للأصوات ما تقوله ؟
بالنسبة للبغاوات .. قد تكون بعض الكلمات لديهم لها بعض الارتباطات بأحداث معينة , وليست عبارة عن معانٍ معقدة بالنسبة لهم , فهم متناغمون للغاية مع السياق الذي نستخدم فيه الكلمات - وهذا ما يخدع الناس أحياناً - فمثلاً : عندما يقول الببغاء " مرحبا .. كيف حالك ؟ " عندما يدخل مالكه إلى الغرفة , فإن ذلك لا يعني بالضرورة أن الببغاء مهتماً بمعرفة حاله ! , ولكنه يقلد مايسمعه من أي شخص يدخل الحجره ويلقي تلك العبارة على مالكه .
كما وُجد أن الببغاوات تنتبه أكثر للعبارت والأصوات المرتبطة بالإثارة والاضطراب , لذا نجد أن تلك الطيور جيدة جداً في تعلم الألفاظ النابية .
تقول الباحثة ببيربرغ : " الببغاوات الذين يفهمون مايقولونه قد تم تعليمهم بشكل مناسب " , فعلى سبيل المثال , يعرف الطائر الذي تم تدريبه لتحديد أطعمته المفضله , ما يعني ذلك عند طلبها . فالببغاء الأفريقي الرمادي " والدو " صاحب الـ 21 عاماً , والذي كان عضواً في فرقة Hatebeak الموسيقية لمدة 12 عاماً , يحب تناول السناكس على الموز ورقائق البسكويت , وعند حصوله على تلك الوجبة كان يجمعها معاً ويطلق عليها اسم " الرقائق الموزية " ! 
وبالنسبة للببغاء الشهير " أليكس " فبحلول نهاية حياته , تعلّم من  بيبربيرغ تحديد 50 جسمًا ، وسبعة ألوان ، وستة أشكال (مثل "ثلاثة زوايا" للمثلث و "والزوايا الأربعة" للمربع) ، وكميات تصل إلى ثمانية , كما كان بإمكانه أن يخبرك ، على سبيل المثال ، عدد العصي الملونة باللون الإرجواني بين مجموعة من العصى , كما يمكنه تحديد الأشياء إذا كانت "نفسها" أو "مختلفة" ، وكذلك "أكبر" و "أصغر".
ولكن ما امتاز به أليكس لم يكن حفظه للمفردات والتي بلغت في المتوسط 100 كلمة , ولكنه تميّز بقدرته على تعلم وتكرار المفاهيم , فعلى سبيل المثال , عندما أطعم الباحثون أليكس كعكاً في يوم ميلاده , أطلق على الكعكة  " الخبز اللذيذ "  "yummy bread" ,كما أنه أطلق كلمته الخاصة " apple—bannery " حيث تقول  بيبربيرغ عن تلك الكلمة : "لعله تذوق على الأرجح قليلاً مثل الموز وبدت له كثمرة كرز كبيرة".

على الرغم من أن الببغاوات تبدو بارعة جداً في محاكاة الاصوات واللغات , ولكن يجب أن نعرف أن العديد من الحيوانات الأخرى , سواء متعلمة للأصوات أو لا , فإن لها أصوات تستخدمها للتواصل كطلب الطعام , وطلب التزاوج , وغيرها , ولكن من المحتمل أننا نجد أن الببغاوات محببة لنا بشكل خاص, لأننا نستطيع فهمها . 

مصدر المقال / audubon.org
حقوق الترجمة محفوظة لمدونة / عالم المعرفة

أترك تعليقا

هناك 8 تعليقات:

  1. الف شكر على المعلومة القيمة واود ان اذكر التجربة التي امكن للقائم بها - وهي امراة - من تعليم احدى الببغاوات كلمات كثيرة ( ربما اكثر من عشرين ) والملفت للنظر ان القائمة بالتجربة اشارت قيام هذا الطائر بتمييز اللون المشترك بين عدة حاجات عرضت امامه وهو تفكير تجريدي يتطلب وجود ذكاء على مستوى لم يكن متوقعا عند هذا الحيوان .. التجربة مذكورة في عدد حديث تم تنزيله على النت من مجلة عالم الفكر الكويتية وقد استطيع الاهتداء اليه فهو محفوظ لدي وهناك تفصيلات اخرى في الوضوع .. اعتذر عن الاطالة واتمنى لكم التوفيق

    ردحذف
  2. شكرا جداا يا استاذ فارس على تشريفك ليا وإضافتك المفيدة
    بجد ألف شكر لحضرتك

    ردحذف
  3. بناءً على تجربة قامت بها الدكتور إيرين بيبربرج أجريت على الببغاء [ أليكس ] فقد تم إستنتاج أن الببغاوات الإفريقية الرمادية تستطيع ربط الكلمة بمعناها السطحي المجرد .. وتستطيع القيام بأوامر تشبه تلك التي يستطيع فهمه والقيام بها طفل لا يتجاوز الثالثة من العمر .. ربيت ببغاء كاسكو مسبقاً كان رائع وذكي حقاً ..

    شكراً للموضوع الأكثر من رائع :)

    ردحذف
  4. شكرًا ع المعلومه

    ردحذف
  5. شكرًا ع المعلومه

    ردحذف
  6. شكرا على المعلومة ما كنت اعلم

    ردحذف
  7. شكرا علا المعلومات المفيدة

    ردحذف

إعلان فوق التدوينة


إعلانات

إعلان أسف التدوينة


إعلانات

كافة الحقوق محفوظة لــ عالم المعرفة 2017 - 2018 | تصميم : آر كودر