-->

الاثنين، 10 سبتمبر 2012

مصاصي الدماء..أسطورة أم شيء آخر؟..(الجزء الأول)




مصاص الدماء!

مجرد سماعنا لتلك الكلمة ..مؤكد اننا نرى امامنا صوراً لدماء..أنياب..رجلا يتحول ليلا إلى خفاش..عباءة سوداء..صليب..مياه مقدسة..وتد خشبي ..توابيت..وبالطبع بعض الثوم :))

مصاص الدماء شخصية إحتلت الجانب اللأكبر في أساطير الشعوب وخيال الأدباء ..


فنحن الآن نعيش في عصر التكنولوجيا والعلم ..ولكن الكثيرون يبدون مهوسيين بروايات وأفلام مصاصي الدماء منذ فترة طويلة ..
وقصة مصاص الدماء مازلت تنمو في شعبيتها وأخذت تطور شيئاً فشيئاً حتى وقتنا الحالي.!
ولكن ما سبب هذا الهوس بها؟
فثقافة مصاصي الدماء تتناقض تماما مع العصر الحديث وهذا التقدم العلمي الذي نعيشه حاليا ..!

ولكن بالرغم من ذلك ...نجد متعة كبيرة في ترك هذا العالم العلمي والغوص في اعماق الماضي البعيد والغامض ..ونقحم أنفسنا في الاساطير الاوربية والشعبية القديمة ..لنخرج بطلا نائم في تابوته منذ مئات السنين !


ما هي صفاتهم ؟؟

مصاصي الدماء يوصفون غالباً على انهم كائنات بغيضة كريهة الرائحة كالجثث,تبدو كطفيليات تعيش على دماء عوائلها ..
عبارة عن جثة يُعتقد أنها تعود للحياة ليلاً لتمتص دماء الناس.


 وتروي الأساطير أن مصاص الدماء يتحصل على احتياجه من الدم الجيد بعض ثقب رقبة ضحاياه النائمين. يفقد الضحايا القوة ويموتون ليصبحوا هم أنفسهم مصاصي دماء.
و لديهن قدرات خيالية تفوق قدرات البشر ,كالطيران والإختفاء,السرعة والقوة ,والتخاطر وقراءة الأفكار ..وغيرها ..

وكذلك فإن جميع مصاصو الدماء لهم أنياب طويلة كما ذكر في أغلب الحكايات الفلكلورية ،وتظهر عندما يمصون الدم وأظافر طويلة ويميل لون بشرتهم إلى الأبيض الشديد لانهم أموات بطبيعة الحال.يميل لون أعينهم إلى الرمادي 

وتظهر بعض القصص الشعبية أن مصاصات الدماء كن مخنثات, وبعض مصاصي الدماء لا يحبون الشمس وبعضهم لا يستيطع المكوث بها. مصاصو الدماء لهم القدرة على Mind controling التحكم بالعقول، يتحكمون ويتلاعبون بعقول البشر وبأمكانهم جعلهم يفعلون ما يريدون لهم مصاصو الدماء

 وبوسعهم تحويل البشر إلى مصاصي دماء مثلهم عبر عضهم على الرقبة ثم شق رسغ مصاص الدماء وجعل المرء يشرب دمه، بذلك يتحول إلى مصاص دماء بعد الوفاة.

 يتغذى مصاصو الدماء على الدماء، وهناك أنواع من الدماء منها الدماء النقية وهي عبارة عن دماء من مصاص دماء آخر أبواه مصاصين للدماء أو دماء غير نقية وتكون من أنسان أو من مصاص دماء أحد أبواه مصاص دماء أو يكن قد عض من قبل مصاص دماء وهذه المعلومات مستقاة من الحكايات الفلكلورية والشعبية.

ما أصل الحكاية ؟؟


بالطبع معظمنا يعرف ان أصل قصة (دراكولا ) المشهور..هو رواية للكاتب ( برام ستوكر) في عام 1897م ..

وقد بنى الكاتب شخصية دراكيولا على شخص حقيقي هو أمير والاشيا القاسي والتي حولت مصاص الدماء القديم الطفيلي القذر إلى شخصية خارقة الذكاء ,شرير إلى حد ما ..
برام ستوكر
فالكونت(دراكولا) كان يقيم في قلعة ويتمتع بسلطات غير محدودة وقدرات تفوق قدرات البشر وكذلك ثروة مادية ,فهو عبقري وغامض وتقريبا ..خالد!!

ومع ذلك فنجد أن مصاص الدماء حسب الروايات هو البطل التراجيدي صاحب اللعنة الأبدية المشهورة ,فهو سريع الزوال تحت ضوء الشمس فلا يخرج بالنهار ,وكذلك يموت عن طريق غرس الأوتاد الخشبيه بقلبه ..

وعلى الرغم من وسامته الخالدة فنجده وحيداً لا يستطيع أن يجرب تجربة الحب والرفقة الحقيقية مع إمرأة بشرية ..!


 أصل دراكولا في التاريخ

بعيدا عن الروايات وعن قصة (برام ستوكر ) المشهورة .. 
تعالوا نبحث عن أصل هذا الكائن في التاريخ القديم .. فبالطبع سمع معظمنا عن (الكونت فلاد تيبيس)

الكونت فلاد دراكولا 

الكونت فلاد دراكولا او فلاد تيبيس كان أميراً لمقاطعة والاشيا القريبة من البلقان التي تقع حالياً ضمن أراضي رومانيا لثلاث فترات في 1448، 1456-1462، و1476
كان يحكم منطقة ولاشيا بالبلقان في القرن الخامس عشر. وفي هذه الفترة كانت الحرب مستعرة مع الأتراك وقد أنشأ ملك المجر سيجيسموند جماعة سرية تتخذ لها رمز التنين (دراك في الرومانية) هكذا فإن اسم (فلاد التنين) كان هو (فلاد دراكولا) ،و كانت الحرب مستمرة بين الأمراء المسيحيين وبعضهم، وبينهم الأتراك الزاحفين بقوة، وقد شهدت الحرب هزيمة حملة فارنا الصليبية التي حاولت طرد العثمانيين من أوروبا عام 1431.
قصر فلاد دراكولا في رومانيا

وبعد السيطرة على ولاشيا بدأ عهد الرعب الذي اشتهر به، خاصة أن الإعدام بالخازوق هو أبشع أساليب الموت، والخازوق هو عبارة عن رمح يدق في مؤخرة الشخص حتى يخرج من رقبته، وكان يدهن طرف الخازوق بالزيت ويدخله ببطء شديد حتى يضمن ألا تموت الضحية فورا، أما الأطفال فكان يضعهم على خازوق يخرج من صدور أمهاتهم.وقد ضمن ولاء سكان ولاشيا وفرض نفسه كقوة مطلقة بقتل أكثر من مئة ألف من السكان بالخازوق حتى باتت ولاشيا عبارة عن مقبرة ومستنقع الموت ،حيث كانت هذه متعته الشخصية والدماء تنسال من المخزوقين وهم أحياء لتملئ الوعاء وليغمس قطعة الخبز ويأكلها. وكان يضع الخوازيق لإرعاب اعدائه خارج المدن التي يهاجمها وارتفاع الخازوق يحدد مكانة الضحية، وقد أحس السلطان محمد الثاني بفظاعة المخوزق عندما وجد الجثث لعشرين ألف أسير تركي معلقة على خوازيق خارج حدود ولاشيا عندما وصلها بالجيش، لكن نجح السلطان محمد الفاتح في الانتصار وهرب فلاد إلى المجر. وكانت تلك بداية انتهاء عهد الرعب الذي نشره فلاد حيث لم يكتفي بالخوازيق بل كان أيضا يقطع الآذان والانوف والحرق والشي والحيوانات المفترسة ودق المسامير بالرأس..

وفاته..

بالنسبة للكنيسة كان فلاد بطل قومي وقد لقي تأيد من البابا لمحاربته الأتراك وقوف دون انتشار الإسلام وامتداده واستطاع حماية دولته وحماية المسيحية من زحف العثمانيين الكاسح، إلا أن الأتراك نجحوا في النهاية في غزو ولاشيا وقد انتحرت زوجته بأن رمت نفسها من القلعة إلى مياه نهر أرجيس بدلا من الاستسلام للأتراك، ووقع هو في الأسر ويقال أنه كان يقضي وقته في السجن بأن يسلخ الحيوانات حية أو يضع الطيور على خوازيق، وفي النهاية لقى نهايته على يد قتلة قد أرسلهم الشاه وقد قطع رأسه ووضع في العسل ليحفظ وجه على حاله وأرسل إلى الشاه ليكون دليل موته، وقد وضع جسده على خازوق ليكن عبرة بعد ما أستعمل هذه طريقة الخازوق نفسها لإرهاب شعبه في ديسمبر 1476.

هذا كان ملخص لشخصية وحياة الكونت (فلاد دراكولا)الذي اعتبره الكثيرون جد مصاصي الدماء !


هل صدق الناس حكايات مصاصي الدماء؟



نسجت قصص حول مخلوقات مشابهة لمصاصي الدماء في أنحاء متفرقة من العالم. لكن معظم روايات مصاصي الدماء بدأت في أوروبا الشرقية ودول البلقان مثل ألبانيا واليونان والمجر ورومانيا. وهناك اعتقادات خُرافية كثيرة عن مصاصي الدماء، إذ يُعتقد أن الناس الذين يموتون انتحارًا أو بطريقة قاسية أو الذين أدانتهم الكنيسة يصبحون مصاصي دماء. ويُنسب للأساطير الشعبية أنه يمكن القضاء على مصاص الدماء بخرق قلبه بوساطة وتد خشبي. وقد نبش بعض الناس في أوروبا في نهاية القرن السابع عشر الميلادي وحتى بداية القرن التاسع عشر الميلادي القبور بحثاً عن مصاصي الدماء.

وقد سجلت في عدة ثقافات وحضارات في أنحاء مختلفة من العالم تواجد بشكل ما لشخصيات مشابهة لمصاصي الدماء 

ووفقاً لتكهنات المؤرخ الأدبي براين فورست فان في مصاصي الدماء والعفاريت الماصة للدماء هي "قديمة قدم الإنسان نفسه وربما تعود إلى عصور ما قبل التاريخ"...!




وإلى هنا كي لا اطيل عليكم ..أنتهينا من الجزء الأول من هذا الموضوع ..وكان عبارة عن مقدمة عن مصاصي الدماء 

في الجزء الثاني بمشيئة الله سنقرأ  عن الحوادث الموثقة تاريخيا عند بعض القرى في اوروبا وغيرها والتي نسبوها إلى مصاصي الدماء..وأشياء أخرى مثيرة ربما لم تقرأوها من قبل !

إلى اللقاء..قريبا بإذن الله..

أكمل سلسلة مصاصي الدماء من هنا 
سلسلة مصاصي الدماء ( الأجزاء الثلاثة ) 



أترك تعليقا

هناك 17 تعليقًا:

  1. جزاك الله خيرا على مجهودك في كتابة موضوع مصاصي الدماء
    و لاشك أن بعض الأشخاص في أروبا يؤمنون بوجود هؤلاء الذين أكل عليهم الدهر و شرب لكن لابأس باعادة مشاهدة أفلامهم و برامجهم و حتى القراءة عنهم فنحن قد كبرنا معهم و شخصيا كنت اخاف كثيرا عند مشاهدة أحد افلام مصاصي الدماء و الاخوة سيتفقون معي في هذا الجانب
    و في انتظار الأشياء التي لم نقرأ عنها من قبل هذا سيجعلني متشوقا جدا و الأصدقاء كذلك

    ردحذف
    الردود
    1. شكرا اخي نديم
      وفي الحقيقة انا كنت بخاف جدا في صغري من مصاصي الدماء وخصوصا الفيلم القديم لدراكولا
      لكن نعجبني هذه الشخصية جدا

      حذف
  2. في اعتقادي أنه حتى لو وصلنا الى مستوا من التكنولوجيا و التقدم العلمي فسنبقى دائما نذهب الى عالم الخيال هربا من هموم الدنيا و مشاكلها التي لا تنتهي لنستمتع و لنشاهد أفلاما و حكايات عن مصاصي الدماء حتى لو كانت قصصهم من الواقع أو من الخيال و من المؤسف جدا أن يقتل هذا الحاكم كل أولئك الأبرياء و لكنه لقي حذفه في النهاية لأن الذي قال ( كما تدين تدان) كان محقا في كلامه و جزاك الله خيرا على الموضوع الذي عاد بنا الى الماضي و حكاياته

    ردحذف
    الردود
    1. قرأت مقال من قبل يبريء الكونت فلاد دراكولا ويبرر تصرفاته على انها انتقام من العثمانيين الذين قتلوا اخاه ووالده تقريبا

      بكن هذا لا يبرر ابدا تلك الطريقة الوحشية للقتل ولا سيما قتل الابرياء وغريزته العجيبة في حب الدماء

      حذف
  3. لا أعرف لماذا لا توجد مثل هذه القصص عندنا نحن العرب هل هي امور تخص الغرب فقط أم أننا لا نؤمن بهذه الخرافات
    برام ستوكر كتب قصته مستندا الى قصة حقيقية كما نعلم
    ماذا لو فعل مثله كاتب عربي و كان بطل قصته شخصية من الواقع مثل الحجاج أو أي شخص اخر له نفس صفات الكونت أم أن هذا عيب و عمل سيئ أم مخالف للدين باعتبار البطل انسان عربي مسلم
    كان هذا مجرد رأي لذا لا تأخذه على محمل الجد
    و جزاك الله خيرا
    أختي مي كان صديقي نديم قد كتب اقتراحا و هو معي ينتظر الرد عليه

    ردحذف
  4. كل شعب له نظرته الخاصة الى مصاصي الدماء و أوافق الاخ سليم في رده القصص الخيالية حتى ان كانت خيالية و مخيفة تخفف عنا متاعب الحياة بالنسبة لي و الغريب ما ذكر في الموضوع عن الناس و هم ينبشون القبور بحثا عن مصاصي الدماء هذا يؤكد سيطرة الخرافة على عقول الناس و نحن العرب الأساطير و الخرافات لها مكانة خاصة في حياتنا أقصد في حياة الذين يؤمنون بها

    ردحذف
  5. في قسم الاقتراحات

    ردحذف
  6. انت محق كثيرا يا اخي سامي ليجرب كاتب عربي ما قلته و سنرى ردة فعل الجميع هل سينتقدون هذه الرواية ام سيعجبون بها
    و أغرب ما قرأته عن الذين ينبشون القبور بحثا عن مصاصي الدماء
    الجهل كان منتشرا كثيرا في ذلك الوقت

    ردحذف
  7. أزال المؤلف هذا التعليق.

    ردحذف
  8. اللة أعلم

    ردحذف
  9. يجنن وشكراً جزيلاً على الموضوع الاكتر من رائع الصراحه انا اموت في مصاصين الدماء حتى اني من كنت صغيره وانا مشهوره بلقب مصاصة الدماء احبهم مع اني اعرف انهم مغززين ومغرفين .وبرجع اشكرك اخي مره ثانيه على الموضوع شكراً

    ردحذف
  10. موضوع مشوق وراااائع والموقع هايل واكثر من هااااايل انا لو اقرا فيه طوااااال اليوم ابدا ما امل موفقين انشاء الله

    ردحذف
    الردود
    1. شكرا اخي الكريم
      هذه شهادة نعتز بها ونتمنى لك دائما الفائدة

      حذف

إعلان فوق التدوينة


إعلانات

إعلان أسف التدوينة


إعلانات

كافة الحقوق محفوظة لــ عالم المعرفة 2017 - 2018 | تصميم : آر كودر