- عندما يفكر معظمنا في أرض الجزيرة العربية , يقفز إلى أذهاننا مروج الرمال القاسية , والشمس الحارقة , والمياه القليلة النفيسة , فأرض الجزيرة العربية في الوقت الحاضر صحراء شرسة وجدير بالذكر أنها كانت الوطن الأول لأول البشر الذين غادروا أفريقيا
ولكن قد تتعجب من حقيقة أن تلك الأرض العربية كانت يوماً بلون الطبيعة الأخضر حيث سادت فيها المروج الخضراء , وتخللتها الأنهار العذبة الجارية , والغابات الكثيفة الخصبة و كانت مكاناً للأراضي العشبية الكثيفة والأشجار المظللة , تسقيها الأمطار الموسمية الغزيرة .
.. ولكن كل ذلك كان في الماضي السحيق !
وقد أشارت دراسة جيولوجية قام بها الباحث" آش بارتون Ash Parton " من جامعة أكسفورد وفريقه , إلى أن الرياح الموسمية المحملة بالأمطار الغزيرة تهبّ على أراضي الجزيرة العربية كل 23,000 سنة , مما يسمح للنباتات والحيوانات بالإزدهار .
وقد أظهرت دراسة بارتون وزملاؤه أن الجزيرة العربية مرت بعدة فترات من الأمطار الغزيرة , وكان من شأن ذلك أن يؤدي إلى نمو الغابات ومناطق السافانا , مما جعلها جعلها أكثر قابلية للحياة فيها وبالتالي الهجرة إليها من مناطق أخرى كأفريقيا .
درس بارتون مجاري الأنهار الجافة القديمة في جنوب شرق الجزيرة العربية في موقع المحجر , حيث تعود رواسب الطمي أسفل الأنهار الجافة إلى حوالي 160 ألف عام .
وقد وجد الباحثون 5 مراحل رطبة لجزيرة العرب , تدفقت خلالها الأنهار وتكّون الطمي , أما خلال الأوقات الجافة فكان هناك تدفق قليل من الماء وبالتالي كميات قليلة من الطمي .
حدثت المرحلة الرطبة الأولى ما بين 160,000 و150,000 سنة مضت , وكان آخرها قبل 55,000 سنة مضت , وسنحت وقتها الفرصة أمام البشر للإنتقال من أفريقيا إلى آسيا .
وكانت دراسات سابقة قد أشارت إلى أن أرض الجزيرة العربية تعرضت لهطول أمطار غزيره خلال هذه الفترات , ولكن لم يتضح مقدار تلك الكمية من الأمطار .
ففي صحراء قاحلة , فإن هطول الأمطار القليلة لا يُحدث فرقاً شاسعاً , إلا أن الدراسات الحديثة تُشير إلى أن تلك الزيادة في كمية الأمطار كانت كبيرة بما يكفي لدعم النظم الإيكولوجية الغنية .
يقول بارتون " إن السجل البيئي لصحراء العرب يتطابق تماماً مع السجل الأثري , فقد كانت هناك سلسلة كاملة من تحركات البشر إلى الجزيرة العربية في تلك الفترات الخصبة " .
وتجدر الإشارة هنا إلى أن الرسول " محمد " عليه الصلاة والسلام قد أشار في حديث شريف إلى تلك الحقيقة على الرغم من عدم معاصرته لتلك الفترة الزمنية القديمة.. وذلك في الحديث الذي رواه الإمام مسلم عن أبي هريرة حيث قال : ( لا تقوم الساعة حتى يكثر المال ويفيض ، حتى يخرج الرجل بزكاة ماله فلا يجد أحدا يقبلها منه ، وحتى تعود أرض العرب مروجا وأنهارا )
المصدر / bbc.com
سُبحان الله .....
ردحذفأزال أحد مشرفي المدونة هذا التعليق.
ردحذفاستغفرالله
حذف