- على طول السهول الفيضية العشبية الشاسعة لنهر أورينكو الكبير في أمريكا الجنوبية , في منطقة في حجم أيرلند تقريباً , تتناثر الآلاف من التلال الترابية الغريبة , والمعروفة بين السكان المحليين بإسم " سوراليس " “surales”.
تلك التلال موجودة بإنتظام وكثافة في المنطقة , ويمكن أن يصل طولها من 6 إلى 16 قدم . وقد تم وصفها لأول مرة في الأربعينيات من القرن الماضي , ولكن لم تجر أي دراسات علمية بشأنها على الإطلاق .. لإنه كان يُعتقد أنها من صنع الإنسان !
- وجد الباحثون أن المهندسين المعماريين الحقيقيين لهذه التلال هم " ديدان أرضية عملاقة " يصل طولها إلى 3 أقدام , وهذه الديدان تنتمي إلى جنس أنديورهينوس , وهي أكبر ديدان الأرض التي وجدت في المنطقة , وتتغذى على المواد العضوية الموجودة في التربة , ثم تقوم بإخراج البراز الذي يتشكل مع التراب والرمل في شكل قوالب casts مكوناً هذه التلال .
- القوالب الناتجة عن ديداان الأرض في اوروبا نادراً ما يكون قطرها أكبر من 1.5سم , ولكن هذه القوالب الناتجة عن نشاط ديدان أنديورهينوس في أمريكا الجنوبية يبلغ قطرها أكبر من 5 سم !
- وتعيش ديدان أنديورهينوس على بعض العادات الغذائية الفريدة من نوعها , فهي تعيش وتأكل في حفر مغمورة بالمياه , وتتبرز في نفس المكان , للحفاظ على نمو تلك التلال في نفس المنطقة , في حين أنها تستمر في الحفر لمستوى أعمق في التربة , ويمكن لأجيال من هذه الديدان أن تتغذى وتعيش على تل واحد .
- يعتقد الباحثون أن هذه التلال ليست مجرد نتيجة فقط لعمليتي التغذية والإخراج عند ديدان أنديورهينوس , ولكن الديدان تبنيها عن عمد من أجل مساعدتها على البقاء على قيد الحياة , فمع وجود فيضانات لنهر أورينوكو كل عام , تحتاج تلك الديدان لأماكن عالية حيث يمكنها أن تطفو فوق الماء وتتنفس , كما أن المخلوقات الأخرى يمكنها الهرب من التربة المغمورة بالمياة لتلك التلال , بالإضافة إلى ان هناك أنوع أخرى من الديدان الأرضية تساعد في بناء تلك التلال أيضاً , وتقوم جذور النباتات بتدعيم تلك التلال والحفاظ عليها .
- وتلعب هذه التلال أيضاً دوراً هاماً في البيئة , عن طريق تغيير رطوبة التربة التي يمكن ان تؤثر على أنواع النباتات التي يمكن أن تنمو في المنطقة , وعلى الرغم من أن المناطق الترابية ومناطق التلال تقع بجوار بعضها البعض إلا أنها توفر موائل مختلفة لنباتات المنطقة .
- أجرى البحث عن هذه التلال الباحث آن زانجرلي من جامعة براونشفايغ للتكنولوجيا في ألمانيا ودلفين رينارد من جامعة ماكغيل في مونتريال، كندا. ونشرت النتائج التي توصلوا إليها في مجلة بلوس وان.
أترك تعليقا
ليست هناك تعليقات