- من المؤكد أنك تعلم ان التنانين ما هي إلا حيوانات خرافية ضاربة في القدم , امتدت جذورها بعمق في مختلف ثقافات الحضارات القديمة , ولا سيما تلك التي قامت على اراضِ قارة آسيا وأوروبا في قديم الزمان كحضارات الصين القديمة واليابان وغيرها .
فمن المعروف أنه لم يتم اكتشاف اي حيوانات تتأجج النيران في جوفها في تاريخنا المعروف , ولكن على الرغم من ذلك توجد مخلوقات شبيهة بالتنانين وأقرب للسحالي في سجل الحفريات , ومازال موجود بعضها في البرية اليوم .
التنانين العملاقة الطائرة
- يتفق العلماء عموماً على أنه كانت هناك ديناصورات مجنحة أو بالأحرى زواحف مجنحة طائرة جابت السماء منذ ملايين السنين وفقاً للسجل الإحفوري, وكانت كبيرة بما يكفي لترويع الناس وقتل الماشية - إذا ما تواجدت في زمن وجود الإنسان - وقد يكون بعض الأقدمين قد عثروا على عظام وهياكل تلك الزواحف الطائرة المدفونة في طبقات الصخور الرسوبية , فنسجوا حولها الحكايات والخرافات , التي توارثوها جيلاً من بعد جيل , وقاموا بتخيلها ورسمها وتدوين قصصاً بشأنها حتى وصلت إلينا اليوم في شكل أساطير التنانين المعروفة .
ولعل أكبر الحيوانات الطائرة المعروفة كان الزاحف المجنح Quetzlcoatlus northropi الذي عاش في أواخر العصر الطباشيري , واختلفت التقديرات حول طول جناحيه ولكن جاءت اكثر التقديرات دقة بتقدير طول جناحيه بحوالي 36 قدماً , مع وزن يتراوح بين بين 200 و 250 كيلوغراماً (440 إلى 550 رطلاً) , بعبارة أخرى ، كان وزنه يعادل وزن النمر الحديث ، الذي يمكن أن يحمل فريسة بوزن انسان بالغ أو عنزة .
ماذا تعرف عن التنانين الطائرة الحقيقة ؟
- في حين أن تنانين الماضي كانت كبيرة بما يكفي لحمل خروف او إنسان , فإن التنين الحديث يتغذى على الحشرات وأحياناً الطيور وبعض الثدييات الصغيرة - وثسمى تلك الزواحف بالسحالي الإغوانية والتي تنتمي إلى عائلة الحرذونيات Agamidae , وتضم تلك العائلة تنانين البوجونا , وتنانين الماء الصينية بالإضافة إلى جنس دراكو البري .
wikipedia |
جنس الدراكو يُعد من التنانين الطائرة المنزلقة , حيث تنزلق طائرة لمسافات تصل إلى 60 متراً ( 200 قدم ) وذلك عن طريق بسط أضلاعها والنسيج المتصل بها بما يشبه الأجنحة , كما تستخدم ذيلها ورقبتها للحفاظ على توازن جسمها والتحكم في هبوطها .
يمكنك العثور على تلك السحالي الطائرة في جنوب شرق آسيا حيث انها شائعة نسبياً هناك .
يمكن أن تنمو تلك الزواحف لتصل إلى 20 سم ( 9,7 بوصة ) - لذلك لا داعي للقلق - فهي لن تستطيع أكلك !
تنانين تطير بدون أجنحة
- في حين أن التنانين في الأساطير الأوربية عبارة عن وحوش مجنحة ضخمة , إلا أن التنانين في الأساطير الأسيوية هي أقرب إلى ثعابين ذات أرجل .
على الرغم من أن معظمنا يفكر في الثعابين على أنها مخلوقات أرضية إلا أن هناك ثعابين ( تطير ) بمعنى أنها يمكن أن تنزلق عبر الهواء لمسافات طويلة , قد تصل إلى طول ملعب كرة قدم أو ضعف طول بركة السباحة الأوليمبية !
npr |
افعى Chrysopelea الأسيوية , يمكنها أن تطير لمسافة تصل إلى 100 متر ( 330 قدماً ) و وذلك عن طريق تسطيح جسدها وليّه عدة مرات حتى تستطيع الوصول إلى أبعد مسافة ممكنة .
- الخلاصة أنه في حين أن الحيوانات المجنحة لا تستطيع الطيران من الناحية الفنية , إلا أنها يمكن أن تنزلق لمسافة طويلة إذا كان الحيوان يخزن غازات أخف من الهواء بطريقة أو بأخرى .
هل يمكن لبعض الحيوانات ان تنفث النيران ؟
حتى الآن , لم يتم العثور على حيوانات تنفث النيران - ومع ذلك , فليس من المستحيل على الحيوان ان يطرد اللهب , فعلى سبيل المثال - الخنفساء البومبارديية ( التي تتبع عائلة الخنافس الارضية ) يمكنها أن تُخزن الهيدروكينونات وبيروكسيد الهيدروجين في بطنها , وهو ما تقوم بإخراجه في شكل سوائل حارة وسامة لمحاربة الحيوانات المفترسة عندما تشعر بالتهديد .
لا يقتصر الامر على تلك الخنافس الأرضية فقط , فمعظم الكائنات الحية تُنتج مركبات قابلة للإشتعال , ومركبات تفاعلية , ومحفزات للتفاعل في معظم الأوقات , حتى البشر يستنشقون أكثر مما يحتاجون من الاكسجين .
كما توجد في أجسام معظم الكائنات الحية أحماض تُستخدم في عملية الهضم , حيث يكون الناتج الميثان وهو منتج ثانوي قابل للإشتعال .
ولكن .. لا تقلق فكل شيء خلقه الله بقدر , وإلا كنا تحولنا جميعاً لكومة هائلة من الوقود الحي في كل وقت !
إقرأ أيضاً : مخلوقات أسطورية .. أسطورة التنين
المصدر/ thoughtco.com
أترك تعليقا
ليست هناك تعليقات