-->

الاثنين، 5 نوفمبر 2018

ظواهر غامضة :منازل تظهر من العدم وتتلاشى كالأشباح

منازل,أشباح,مسكون,تختفي,انجلترا,الولايات المتحدة,الزمكان,فجرات زمنية,قصر فرساي,فرنسا
- في خضم قصص الماورائيات والأشباح , نجد أن حكايات المنازل المسكونة تحظى بنصيب الأسد , والتي انتشرت في كثير من بقاع الأرض ومختلف الثقافات , ولكن تلك الروايات التي تراوحت ما بين الغريب والأغرب , ما بين المرعب والأكثر رعباً  قد ذهبت إلى ما هو أبعد من مجرد قصة لمجموعة من الأشباح تسكن منزلاً ما وتأبى أن تتركه لمالكيه الجدد .. فقد وصل الأمر إلى أن المنزل نفسه قد يكون شبحاً في حد ذاته 
فهل ستصدق ذلك ؟
الحقيقة انه لطالما كانت هناك حكايات عن بيوت ظهرت من العدم , واختفت أيضاً في لمح البصر كما جاءت , وغالباً ما ظهرت مرة أخرى في ظروف غامضة ..
تعالوا لنخوض أكثر في تلك الأحداث الغريبة التي عاشها بعض شهود العيان عن تلك الظاهرة الخارقة للطبيعة ...

1- حادثة قصر فرساي الغريبة 

- واحدة من أكثر قصص الظهورات الغامضة شهرة هو ما حدث في أوائل القرن العشرين في قصر فرساي بفرنسا , حيث ذهبت امرأتان "شارلوت آن موبرلي وإليانور جوردان " لزيارة " بيتي تريانون "  وهو منزل ريفي فخم يقع داخل حدائق تريانون في قصر فرساي , وكانت قد اتخذته الملكة " ماري أنطوانيت " مسكناً لها خلال بعض الفترات من حياتها  , وهناك مرت المرأتان بتجربة فريدة من نوعها , حيث رأت كل منهما المنزل كما  لو كان في القرن الثامن عشر , وكذلك عثرتا على كوخ قديم , ومبانٍ وهياكل وحدائق لم تعد موجودة حالياً حول المكان , حتى انهما شاهدتا رجالاً وخدماً ونساءاً يرتدون ملابس من الطراز القديم , بما في ذلك الملكة ماري أنطوانيت نفسها .
في أعقاب تلك التجربة الغريبة , بحثت المرأتان عن تاريخ تلك المنطقة , ثم عادتا إلى نفس المنزل للتحقق مما شاهدتاه في المرة السابقة , إلا أنهما عندما وصلا إلى المكان المنشود , لم يكن هناك أي أثر لأي منازل من هذا القبيل , بيد انهما لم يعثرا أصلاً على الطريق الذي ساراتا فيه المرة السابقة ,ولا القنطرة القديمة التي عبرتا منها , فكل ما تمكنتا من رؤيته هو وجود عدد كبير من السياح فقط .
كتبت المرأتان عن تجربتهما الغريبة , ولكن بالطبع قوبلت بعدم التصديق بين أواسط معظم الناس , على الرغم من أن هناك من يؤمن بأن المرأتان قد خاضتا تجربة تسمى " تداخل الأبعاد والأزمان " أو الفجوات الزمنية , وهي نظرية لم تثبت عملياً .

2- المنزل الشبح في سوفولك بإنجلترا

- في أواخر القرن التاسع عشر , ظهرت بعض الحكايات عن منزل شبحي بدا أنه يظهر عشوائياً في منطقة سوفولك في إنجلترا .
ففي إحدى أمسيات صيف 1860 , كان أحد المزارعين ويُدعى " روبرت بالفري " يقوم بتوزيع التبن كعادته , عندما سرت قشعريرة قاسية بجسده على الرغم من أن الجوكان دافئاً في ذلك الوقت , وعندما نظر أمامه , رأى منزلاً مبنياً من الطوب الأحمر , ومحاطاً بالحدائق الخضراء يلوح في الأفق , قد يكون الأمر عادياً لأي شخص من خارج المنطقة , ولكن " روبرت بالفري " رجلاً قضى جميع سنوات حياته في تلك المنطقة وعمل فيها ويعرفها حق المعرفة , لذا فقد أثار وجود هذا المنزل الدخيل ذهوله الذي إزداد خاصة عندما اختفى ذلك المنزل الغريب في الهواء كالشبح , فقد رآه بأم عينيه وهو يذوب في العدم بعدما ظهر أيضاً من العدم ! 
هذا البيت بعينه سيظهر مرة أخرى ويختفي في سنوات لاحقة , ففي عام 1912 , كان حفيد بالفري " جيمس كوبولد " في نفس المنطقة عندما شعر ببرودة الهواء , وأدعى أنه سمع صوتاً قوياً , وعندما نظر كوبولد ورفيقه إلى مصدر الصوت , لاحظا وجود مبنىً ضخماً ذا ثلاث طوابق , وله واجهة مزدوجة , ومبنياً من الطوب الأحمر , وكان يبدو أنه منزلاً على الطراز الجورجي , محاطاً بحدائق مورقة ومزدهرة , ولكن بعد لحظات قليلة , أحاط المنزل نوعاَ من الضباب قبل أن يختفي من الوجود كلياً .

ثم في عام 1926 , معلمة شابة وتلميذتها كانتا تسيران في نفس المنطقة عندما زعمت الإثنتان أنهما صادفتا منزلاً ضخماً يحيطه جدار , وحدائق خضراء , ومغلق ببوابات حديدية .
وعندما سألت المعلمة السكان المحليين عن مالك هذا المنزل الفخم , أخبرها السكان أنه ليس هناك أي منزل كهذا على الإطلاق في تلك المنطقة , لذا عادت المعلمة مرة أخرى مع تلميذتها إلى نفس المكان , لتجد أن المنزل لم يعد موجوداً !
تم ذكر تلك الحادثة بشكل خاص في كتاب " الظهورات والمنازل المسكونة " للكاتب  إدوارد بينيت في عام 1934 .
ولكن يبدو أن منزل سوفولك الشبحي , قد اعتاد على الظهور في تلك المنطقة , إذ ظهر مرة أخرى في أوائل الأربيعينيات من القرن الماضي , عندما كان هناك شاب يُدعى "  إدوارد بنتلي " يقوم بعمله في توزيع الكتالوجات الخاصة بمتجر الملابس الذي يعمل به على طول شارع Southall , عندما صادف منزلاً كبيراً مبنياً على الطراز الجورجي يقع على بعد مسافة من الطريق , فأراد " إدوارد " أن يأتي بصاحب العمل ليريه المنزل الذي ظهر من العدم , ولكن عندما عادا لم يجدا شيئاً هناك غير بعض الأعشاب , ولم تتواجد أية علامة على الإطلاق تدل على وجود منزل كبير في هذا المكان منذ قليل .
على ما يبدو أن سوفولك شهدت عدداً كبيراً من مشاهدات المنازل الوهمية الغامضة التي تظهر في أماكن عديدة من المنطقة وخاصة في منطقة " الروغام  Rougham " , مما جعلها تكتسب لقب " ميراج روغام  " بمعنى - سراب ( وهم ) روغام , حيث تم الإبلاغ عن عدة حالات لظهور المنازل الغامضة من العدم حتى عصرنا الحديث , بما في ذلك ما حدث عام 2007 , عندما كانت " جان باترام " وزوجها يقودان سيارتهما على طول منطقة سوفولك في شارع كينجزهول في مدينة روغام ، بالقرب من بوري سانت ادموندز ، وذلك  عندما تجسد أمامهما منزلاً على الطراز الجورجي الفخم مع حديقة مزهرة خلابة في طريق عودتهما .
وعندما أراد الزوجان رؤية المنزل الجميل مرة أخرى عن قرب , كان قد إختفى من المكان , ولم يجدا غير حقل فارغ حيث وقف الإثنان في ذهول مطبق , ولكنهما عرفا فيما بعد بتاريخ تلك المنطقة الخاص بمشاهدة المنازل الشبحية على مر السنين , فبدا جلياً لهما أنهما مرا بإحدى تلك التجارب الخارقة للطبيعة ..


تمت تغطية الحوادث الغامضة في منطقة سوفولك عدة مرات في العديد من المنشورات والكتب التي تتحدث عن الخوارق مثل كتاب  Spectral Suffolk ،لكل من Chris Jensen Romer ، Eric Quigley و Nicola Talbot ، وكذلك كتاب Ghosts of Suffolk ، بواسطة Betty Puttick
إحدى النظريات تُشير إلى أن رؤية المنزل الشبحي ليس سوى سراب عابر , وخداع بصري , في حين يرى آخرون أن هذا المنزل قد ظهر من بعد آخر نتيجة حدوث تشوه في الزمكان , لأنه غالباً ما يظهر لفترة وجيزة ومن ثم يختفي , ولكن لا يوجد تفسير حاسم لتلك الظاهرة الغريبة حتى الآن , ولازالت منطقة سوفولك إحدى أكثر المناطق المشهورة بالظواهر الخارقة حتى الآن .
 تجدر الإشارة إلى ان هناك بعض المقاطع التي نُشرت على موقع يوتيوب يدّعي أصحابها أنها مقاطع تم تصويرها للمنزل الشبحي في سوفولك , ولكن بالطبع يشكك في صحتها الكثيرون .ولرؤيتها يمكنك أن تبحث عن The Mirage of Rougham في يوتيوب او محرك البحث جوجل  .

البيت الحجري الذي يختفي 

وإذا انتقلنا إلى الولايات المتحدة الأمريكية , فسنجد حكاية غريبة يتداولها الناس عن منزل يظهر ويختفي بشكل غامض , وقد تم ذكر هذا المنزل في كتاب " The Big Book of Virginia Ghost Stories " - للكاتب  ل. ب. تايلور
ويحكي الكتاب عن تجربة "  كاثلين لويزا "  من فولز تشيرش - فيرجينيا , تدعي أنها قد مرت عبر مزرعة قديمة تضم منزلاً يُدعى " البيت الحجري " يقع بالقرب من طريق " سوديلي روود " عدة مرات , وكانت دائما ما تتسآل عن تاريخ تلك المنطقة , حيث يقع المنزل القديم وسط بعض ساحات المعارك القديمة خلال الحرب الأهلية الأمريكية , وكأنه منزلاً غارقاً في صفحات التاريخ , فضلاً عن كونه معلماً مهماً ومعروفاً في المنطقة .
ولكن في ليلة من ليالي عام 1986 , ذهبت لويزا إلى واحدة من تلك الساحات القديمة برفقة والدتها وجديها من أجل مراقبة عبور مذنب هالي في ذلك العام , ولكن عندما اقتربوا جميعاً من التقاطع حيث من المفترض  أن يلوح " البيت الحجري " في الأفق كعادته .. لم يكن هناك أي منزل ! 
هذا المشهد الغريب , أربك الجميع بلا ريب , مما جعل " لويزا " تعزم على الإقتراب أكثر من المكان حيث يقف المنزل هناك شامخاً كعادته , ولكن لم تكن هناك أية خردة حتى تُشير إلى أنه كان هناك منزلاً متواجداً على الإطلاق , بينما الشيء الوحيد الذي بقى مكانه كان البئر فضلاً عن بعض الأسوار . 
وبعد لملمة أفكارهم الحائرة و المبعثرة في كل مكان هناك , خلص الجميع إلى فكرة أن يكون المنزل قد تعرض للهدم منذ وقت قريب دون أن يدرك أحد ذلك , وذلك على الرغم من أنه بدا لهم أن الأرض لم يمسها شيء يدل على أي نشاط لنقل أو هدم في المنطقة , فليس هناك أنقاض , ولا ندوب أو حفر في الأرض , ولا تتواجد أية آلات أو مركبات تُستخدم في عمليات الهدم , فقد ظهر لهم أنها منطقة جرداء وحيدة وسط غوغاء الرياح , فمضت لويزا ورفقتها في طريقهم بعد أن عجزت عقولهم عن تفسير ما شاهدوه منذ قليل .
ولكن - بعد أسبوعين من تلك الحادثة , قادت لويزا سيارتها برفقة نفس المجموعة من أسرتها , حيث أصابتهم الحيرة تماماً , وتملكهم الرعب أيضاً بعدما رأوا المنزل كعادته ثاوياً هناك كما لو أنه لم يرحل عن أرضه أبداً !
أقسمت لويزا وأسرتها أنهم شاهدوا الأرض الخالية في ذلك اليوم , وكانت تصر على أنها كانت تعيش في المنطقة طوال حياتها وبالتأكيد لم ترتكب أي خطأ يجعلها تضل طريقها في ذلك المكان .

وفي نفس الكتاب , كانت هناك قصة غريبة أخرى عن هذا " البيت الحجري " , وهذه المرة جاءت الشهادة من " بيرفلي كيش " من ميريفليد - فريجينيا , حيث زعمت أنها في يناير من عام 1997 كان لديها تجربة غير عادية فيما يتعلق بهذا المنزل الغريب , وشعرت أنها مضطرة أن تشارك تجربتها في الكتاب عندما قرأت عن تجربة لويزا .
تقول بيرلفي :
" لقد عايشت لقاءاً شبحياً من نوع ما في يناير عام 1997 , لكنني لم أكن أعلم عنه حتى قرأت عن تجربة السيدة " لويزا " التي قالت أنها كانت تقود سيارتها في موقع البيت الحجري وكان المنزل قد اختفى .
حدث نفس الشيء معي , حيث كنت أعيش في ماناساس في ذلك الوقت, وأردت أن أقوم بجولة بسيارتي في تلك الليلة في منطقي القديمة , ولم تكن الليلة مظلمة , حيث كان القمر بدراً , وكنت وحدي .
وكنت قد عشت في تلك المنطقة منذ عشرين عاماً , وأعرف بالضبط أين يقع " البيت الحجري " , ولكن بينما أقود على الطريق لم أراه في مكانه المعهود  , حتى أنني عدت أدراجي بالسيارة وقلت لنفسي " هذا مضحك , أنا في التقاطع الصحيح " , بينما كل ما رأيته كان رقعة من العشب التي تحيطها هالة القمر المضيء , ولكن لم أجد المنزل - لا يمكنك أن تفوت المنزل حقاً .. إنه على مقربة من الطريق ..
لذلك يمكنني أن أشهد شخصياً بصحة ما رأته المرأة الأخرى " لويزا "أو بالأحرى - بما لم تره ! " .

طريق كوبا رود والظهورات الشبحية الغريبة

منازل,أشباح,مسكون,تختفي,انجلترا,الولايات المتحدة,الزمكان,فجرات زمنية,قصر فرساي,فرنسا
هناك أيضاً في الولايات المتحدة قصصاً عن البيت الشبحي لكوبا رود في بحيرة زيوريخ إلينوي , حيث  يمر طريق كوبا متعرجاً عبر مدن بحيرة  زيوريخ وبارينجتون  وهو طريق يزخر بكافة أشكال الحكايات الغريبة والعديد من التقارير عن أضواء غريبة تظهر هناك لا يمكن تفسيرها , وخاصة من المقبرة البيضاء القريبة , وكذلك العديد من المشاهد الشبحية , ولعل أغرب ما في الأمر هو ما ييفترض أنه يقع على شارع جانبي يُسمى " طريق قوس قزح " حيث كانت المنطقة في السابق عبارة عن قصر ثمين , لدرجة أنه يُزعم أن ذلك القصر كان يحتوي على ملجأ قديم لديه بوابات تتغير مواقعها بشكل غريب , وكان هذا العقار يقع بجوار المقبرة البيضاء الشهيرة في المنطقة , والتي يعود تاريخها إلى العام 1820 , وتشتهر بالعديد من الظواهر الغريبة , بما في ذلك رؤية المركبات الفضائية , والأضواء الأفقية الراقصة , ومشاهد الظلال , وكذلك رؤية منزل شبحي
حيث يُقال أن هناك منزلاً متواضعاً يظهر أحياناً في الغابة بجوار المقبرة , وتسكنه إمرأة مسنة تحمل عادة فانوساً , ويقال أنه إذا كان على المرء أن يقترب من ذلك المنزل فسيجده وقد تلاشى ببساطة في الهواء .

أخيراً يجب أن نسأل أنفسنا 
 ما سبب ظهور تلك المنازل الغامضة ومن ثم تلاشيها أو العكس ؟
هل تم بناء تلك الهياكل بطريقة ما من خلال بعض الوسائل الغامضة ؟
أم أن تلك الظهورات والإختفاءات تحدث بسب تشوهات في الزمان والمكان , والتي تصبح فيها المشاهد من عصور مختلفة مرئية في عصر آخر لفترة وجيزة ؟
هل يمكن أن تكون هناك بالفعل أكوان موازية تتسرب إلى كوننا أحياناً لنرى بعضاً من طيفها من خلال بعض النقاط الضعيفة في الحجاب الفاصل بيننا ؟
أم أن الأمر لا يعدو مجرد وجود أخطاء وخلل في مواطن الذاكرة لدى هؤلاء الناس؟
الحقيقة - هذه أسئلة لا نملك لها أجوبة حقيقية الآن , ولكن يبدو أننا سنظل نتكهن بما يجري حقاً مع هذه المنازل التي تتأرجح بين داخل و خارج الوجود !

مصادر / mysteriousuniverse
حقوق الترجمة محفوظة لمدونة / عالم المعرفة

أترك تعليقا

ليست هناك تعليقات

إعلان فوق التدوينة


إعلانات

إعلان أسف التدوينة


إعلانات

كافة الحقوق محفوظة لــ عالم المعرفة 2017 - 2018 | تصميم : آر كودر