- على مدى أكثر من 40 عاماً قد مرت منذ اكتشاف فيروس إيبولا والتعرف عليه , استمر هذا الفيروس في تحدي الأدوية , وخطط العلاج , ووقف جامداً أمام أفضل جهود الخبراء الذين تسابقوا لكشف أسراره .
في الـ 25 سنة الماضية ظهرت فيروسات قاتلة للغاية , ولكن أثبت أحداها أنه الأكثر تدميراً : الإيبولا Ebola .. قتل هذا الفيروس المئات في جمهورية الكونغو الديمقراطية , في ثاني أكبر انتشار له منذ اكتشافه عام 1976 , ومن 2014 إلى 2016 استطاع الإيبولا إصابة أكثر من 30000 حالة في ثلاث دول في غرب أفريقيا , وما يقرب من نصف الحالات قتلهم الفيروس , وفي حين أن الجهود الدولية الشديدة ساعدت في إخماد فيروس إيبولا في ذلك الوقت , ولكن لا توجد ضمانات تفيد بأن هذا الفيروس قد أنهى هجماته على الجنس البشري , ففي الحقيقة يصعب توقيف الإيبولا لأسباب معقدة كثيرة سنذكرها فيما يلي , لكن العلماء يواصلون المحاولة , ويجتهدون في تجهيز ما يمكن ان نواجه به الأسوأ في المستقبل .
لماذا يصعب على العلماء مواجهة فيروس الإيبولا ؟
1- متطلبات اللقاح
- يجب أن يبقى لقاح الإيبولا باردًا, ولكن في المناطق المدارية حيث يتوفر القليل من التبريد ، يمكن أن يفسد اللقاح بسرعة, وليس لدينا حتى الآن شكل من أشكال اللقاح المجفف أو غير القابل للتلف.
2- القيود وتكاليف الأدوية الجديدة
هناك أدوية تجريبية مُصممة هندسيًا لعلاج مرض الإيبولا ، لكن لم يتضح بعد ما إذا كانت ستكون فعالة على نطاق واسع وبأسعار معقولة بما يكفي لتكون علاجًا فعالًا لضحايا الإيبولا أم لا .
3- فشل تقنية أوقفت الفيروسات السابقة
- في عام 1966 ، أثناء تفشي فيروس الجدري بشكل كبير ، جرب القائمون بالتطعيم تقنية تسمى التلقيح الدائري , وقد نجحت بشكل كبير:والتطعيم الدائري هو استراتيجية لمنع انتشار المرض عن طريق تطعيم فقط أولئك الأكثر عرضة للإصابة , أدى ذلك إلى حبس الفيروس داخل جدار من الناس ومنعه من الانتشار. لكن محاولات استخدام هذه التقنية مع الإيبولا واجهت مشاكل, حيث يتطلب التطعيم الدائري وجود حكومة مستقرة أو سلطة أخرى تحافظ على النظام المدني , بينما تخضع المناطق التي تفشى فيها فيروس إيبولا في جمهورية الكونغو الديمقراطية لسيطرة الميليشيات العنيفة التي لا تسمح للمنشئات الصحية بالقيام بعملها .
4- ثغرات في فهم العلماء لكيفية قتل الإيبولا
لا يزال فيروس الإيبولا فيروساً غامضاً . إنه عدواني بشكل لا يصدق عند مهاجمته لجسم الإنسان ،والعلماء لا يزالون لا يفهمون جميع آليات الفيروس .
المصدر /
أترك تعليقا
ليست هناك تعليقات