-->

الجمعة، 25 أكتوبر 2019

تقنية نيورالينك Neuralink : هل يمكن ان نتحكم في الكمبيوتر من خلال أدمغتنا

 نيورالينك،Neuralink،إيلون ماسك،الكمبيوتر،الدماغ,الخلايا العصبية
- أجهزة الكمبيوتر أصبحت العمود الفقري الجديد للإنسانية ،فاقتصاداتنا وأعمالنا التجارية وبنيتنا التحتية وأسواقنا كلها تعتمد على هذا الترابط الكومبيوتري العالمي ، وهذا لا يقتصر فقط على مستوى الأعمال والاقتصاد ، وانما يشمل كذلك الأفراد في المجتمع .. فجميعنا ارتبطنا ارتباطاً وثيقاً بأجهزتنا الحاسوبية و هواتفنا الذكية , إلخ ..
فقد أصبحت أجهزة الكمبيوتر ذات الأحجام المختلفة ملحقاً لنا , يمكننا من خلاله تفريغ الكثير من وظائفنا المعرفية , بحيث امتدد الأمر حتى حدودنا البيولوجية إلى حد ما .. لقد أصبحنا بالفعل cyborgs !
تعمل هواتفنا وأجهزة الكمبيوتر الخاصة بنا كطبقة إضافية في أدمغتنا ، وربما هي مسألة وقت قبل أن تصبح هذه الأجهزة غير مرئية ويتم دمجها في جهازنا البيولوجي .

تهدف شركة Neuralink التابعة لشركة Elon Musk إلى سد هذه الفجوة ، وتوفير القدرة على التفاعل مع أجهزة الكمبيوتر دون التفاعل الفعلي معها. 
تمت تجربة هذا من قبل ، لكن معظم الأجهزة التي تم صنعها لهذا الغرض لم تقدم نطاقًا تردديًا عاليًا (أي أن معدل نقل البيانات فيها بطيء).
وقبل الحديث عن تفاصيل تلك التكنولوجيا الجديدة ، ربما علينا أن نسأل .. هل نحن نحتاج حقاً إلى تلك القدرة على التحكم في أجهزة الكمبيوتر ؟
للوهلة الأولى - قد يبدو هذا المشروع غير ضروري ، مجرد ميزة أخرى في تطورنا التكنولوجي المتزايد باستمرار ، ومع ذلك ، فإن هذه التقنية يمكن أن يكون لها تأثير يغير الحياة , كما سنذكر الآن ...

التحكم في أجهزة الكمبيوتر قد يُفيد من يعانون من ضعف الحركة او الشلل .

كون الشخص مشلولاً , فإنه يحتاج حتماً إلى مساعدة للعمل على جهاز الكمبيوتر ، مما يؤدي به إلى مزيد من الإحباط , والمعاناة من مشاعر العُزلة .
لذا ستكون تلك التكنولوجيا الجديدة بمثابة هبة لمرضى الشلل الجزئي أو الكلي ، مما يجعلهم مستقلين بشكل كبير ، ومنحهم مجتمعاً موسعاً عبر الإنترنت ، وهذا لا يقتصر فقط على مجرد التواصل عبر الإنترنت ، ولكن تلك الرقاقات الحاسوبية يمكنها كذلك أن تساعد المرضى الذين يعانون من إصابات في العمود الفقاري من خلال استعادة حركتهم ، كما يمكن أن تُساعد في علاج الأمراض العصبية المُنهكة مثل مرض الزهايمر ومرض الشلل الرعاش .

فهم الدماغ 

- من المحتمل أن تكون عقولنا هي الآلة الأكثر تعقيداً التي واجهناها في هذا الكون ، إنها عبارة عن جزء يزن 3 أرطال يقبع داخل جمجمتنا ، ويُدير آلاف الوظائف البيولوجية في وقت واحد .
وبالنظر إلى هذا التعقيد ، لا يزال هناك العديد من الأسئلة دون إجابة حول الدماغ ، مثل كيف يتم تخزين الذكريات واسترجاعها ، وما هو الوعي ؟ وغيرها من الأسئلة ، وهذا الوسيط التكنولوجي الجديد قد يُلقي الضوء على العديد من الأسئلة القديمة .

مواجهة تهديد الذكاء الاصطناعي الذي يلوح في الأفق 

الكيفية التي سيتطور بها الذكاء الاصطناعي في القرن القادم ، ربما سيحدد الوضع النهائي للبشرية على الأرض ، وكذلك فرصنا في البقاء ، فإذا تم تحقيق نظرية التفرد ، ووصلت أجهزة الكمبيوتر إلى مستوى ذكاء الإنسان العادي ، فالمسألة ستكون مسألة وقت فقط قبل أن تتجاوزنا أجهزة الكمبيوتر وتصبح الذكاء الاصطناعي الفائق .
لذا فقد يكون أمامنا حل لترويض تلك التقنيات التي قد تهددنا عن طريق إنشاء وسيلة للتعايش مع الذكاء الاصطناعي بطريقة أو بأخرى من خلال عمل رابطة بين الدماغ والآلة .
إقرأ أيضاً 10 حقائق مخيفة عن الذكاء الاصطناعي

تقنية النيورالينك Neuralink

 نيورالينك،Neuralink،إيلون ماسك،الكمبيوتر،الدماغ,الخلايا العصبية
كما تعلمون -، الدماغ يتشكل من شبكة كبيرة من الخلايا العصبية التي ترتبط معاً من خلال ما يُسمى بالمشابك العصبية , وتتواصل تلك الخلايا العصبية عند نقاط معينة باستخدام إشارات كيميائية تُسمى الناقلات العصبية , وهذه الناقلات العصبية تقوم بنقل الإستجابة من الخلايا العصبية عندما تتلقى إشارة كهربائية معينة  تُسمى "جهد الفعل action potential " حيث ينتج عن ذلك سلسلة من ردود الفعل , لذا جهد الفعل هذا يحدث عندما تتلقى الخلية العصبية النوع الصحيح من مدخلات الناقل العصبي , وهذا يجعل الخلايا العصبية تنقل الرسائل إلى نقاط الاشتباك العصبي .
يُنتج جهد الفعل مجالاً كهربائياً ينتشر من الخلايا العصبية , ويمكن اكتشافه عن طريق وضع أقطاب كهربائية بالقرب من هذا الجزء من الدماغ , وهذا يسمح بتسجيل المعلومات التي تمثلها الخلايا العصبية .
يستخدم النموذج الأولي N1 لـ Neuralink  نظام من الأقطاب الكهربائية للتواصل مع الخلايا العصيبة , حيث تحتوي المجموعة الواحدة من تلك النظم على 96 مؤشر ترابط ، ويتم توزيع 3096 قطبًا كهربائيًا عبرها. 
يتم توفير موصل USB-C لنقل الطاقة والبيانات  ثم يتم وضع مجموعة قطبية واحدة داخل جهاز صغير قابل للزرع يحتوي على شريحة لاسلكية مخصصة بحجم (  4 مم × 4 مم ) , ومرفق بالعلبة موصل USB-C لنقل الطاقة والبيانات.
A - جهاز معالجة عصبية فردية ، B- خيوط البوليمر ، C - علبة من التيتانيوم ، D- موصل رقمي لنقل الطاقة والبيانات -  (Photo Credit : biorxiv.org)
الأسلاك المستخدمة ضئلية جدا , حوالي  1/10 من حجم ضفيرة شعر الإنسان , وتحتوي على 192 من الأقطاب في كل منها , ولكن لا يمكن إدراج هذه الأشياء في الدماغ من قِبل البشر ، لذلك كان على الشركة تصميم روبوت مخصص لأداء هذه المهمة ، حيث يقوم بإدخال الأسلاك بشكل فردي في الدماغ بدقة الميكرون بواسطة إبرة صغير في نهاية الروبوت ، ويبلغ طول تلك الإبرة حوالي 24 ميكرون , كما أن الروبوت قادر على إدخال ستة أسلاك في الدقيقة .
الأسلاك المستخدمة - (Photo Credit : biorxiv.org)
هدف الشركة هو جعل هذا الإجراء آمناً وغير مؤلم بقدر الإمكان , وجعلها جراحة خالية من المتاعب كعمليات الليزك LASIK لقرنية العين .
يمكن إدخال ما يصل إلى 10 غرسات في نصف الكرة المخي , وتتصل هذه الغرسات عبر أسلاك صغيرة جدًا تحت فروة الرأس بملف موصل خلف الأذن , يتصل هذا الملف لاسلكياً عبر الجلد بجهاز يمكن ارتداؤه وتدعوه الشركة بالرابط الذي يحتوي على راديو Bluetooth وبطارية.
(Photo Credit : skvalval/ Shutterstock)
يوفر موصل  USB-C  تدفق بيانات السيلان العصبي الترددي الكامل من الجهاز إلى الهاتف أو الكمبيوتر ،  ويتم التحكم في هذا الاتصال عن طريق تطبيق هاتف ذكي , ويمكن استخدامه لإجراء تحديثات البرامج وإصلاح الأخطاء عبر البلوتوث دون لعبث بالرقاقة ، وعندما يكون هذا الرابط غير متصل يتم إيقاف تشغيل الجهاز .
يمكن للجهاز تمكين ما لا يقل عن 10000 خلية عصبية في المخ من قراءة إمكانات الحركة.

وأقرب جهاز معتمد من FDA في السوق اليوم هو جهاز Parkinson Deep Brain Simulator ، الذي يحتوي على 10 أقطاب فقط , بينما يتفوق جهاز N1 على هذه التقنية القديمة بترتيب يصل إلى 1000!


يمكن أن تثبت هذه التكنولوجيا الجديدة أنها نعمة هائلة للمرضى الذين تم تشخيص إصابتهم بأمراض عصبية ويمكن أن تساعد في استعادة الحركة تمامًا للأشخاص المصابين بإصابات في النخاع الشوكي.
 يمكن لهذا الجهاز أيضاً أن يعزز من علاقتنا بأجهزة الكمبيوتر ويوفر طرقاً جديدة تمامًا للتفاعل ، ليس فقط مع أجهزة الكمبيوتر ، ولكن أيضًا مع أشخاص آخرين!

المصدر / scienceabc.com

أترك تعليقا

ليست هناك تعليقات

إعلان فوق التدوينة


إعلانات

إعلان أسف التدوينة


إعلانات

كافة الحقوق محفوظة لــ عالم المعرفة 2017 - 2018 | تصميم : آر كودر