-->

الأربعاء، 25 نوفمبر 2020

هل يمكننا رؤية النجوم التي ماتت منذ ملايين السنين ؟


 " إن تشكل النجوم لهو عملية سحرية ، لا يمكن أن يكون شيئاً بهذا الجمال ، كتلة من البخار ، كريمة من مجرة درب التبانة ، نوع من الجبن السماوي .. كل ذلك الخليط يتحول إلى ضوء " - Benjamin Disraeli 

إن النجوم تموت بالفعل ، تماماً مثل البشر ،لكننا نعيش في نطاق زمني أقصر بكثير من النجوم .

فعند التحديق في النجوم المتلألئة في سماء الليل ، فإنك في الواقع تنظر إلى الماضي ، فهناك احتمال أن تكون النجوم التي تشاهدها قد ماتت بالفعل .

هل ماتت بعض النجوم منذ زمن بعيد ؟

- حسنا .. ربما لا يكون هذا صعب الفهم ، فإذا تجاوزت نظامنا الشمسي ، فسيتم قياس المسافات إلى النجوم بالسنوات الضوئية ، وبالتالي ، فمن الصحيح أنك عندما تنظر إلى النجوم ، فإنك تنظر إليها كما كانت من قبل .

ومن المعروف أن الضوء هو أسرع شيء يسافر في الكون ، حيث يتحرك بسرعة تبلغ  300000 كيلومتر في الثانية (186000 ميل في الثانية) ، ومع ذلك يستغرق الضوء سنوات حتى يعبر مسافات "صغيرة" نسبيًا في الفضاء.

وفقاً للعلماء فإن وصول الضوء إلى سطح الأرض من الشمس يستغرق حوالي 8 دقائق و20 ثانية , وبالمثل ، يستغرق الضوء أكثر من 8 دقائق للوصول  إلى الأرض من أقرب النجوم المعروفة .

هناك حوالي ما يُقدر بـ 9000 نجم يمكن للعين البشرية المجردة أن تميزها في ظل ظروف جوية مثالية - اي عدم وجود تلوث ضوئي ، إمكانية رؤية السماء كاملة ، وجود ظلام كامل , إلخ ...

كل واحد من هذه النجوم يقبع في مجرتنا - مجرة درب التبانة - ولا توجد أياً من تلك النجوم على بعد ملايين السنين الضوئية ، في الواقع ، معظمها يبعد عن الأرض مسافة 1000 سنة ضوئية أو أقل ، وكلما زادت المسافة عن الأرض ، تميل النجوم إلى التعتيم بسرعة ، فمثلاً يُعتبر ذنب الدجاجة ( كوكبة الدجاجة ) - على بعد حوالي 2600 سنة ضوئية ونجم إيتا كارينا الذي يقع على بُعد 7500 سنة ضوئية ، من بين عشرات النجوم المضيئة التي يمكن رؤيتها من مسافات كبيرة ، لإن تلك النجوم تستهلك وقودها الأساسي بسرعة أكبر ، لكن لا يزال بإمكانها العيش لمليون سنة أو أكثر .

الموت النجمي

نجم سوبر نوفا 

- "الموت النجمي" هو أمر نادر الحدوث ، حيث يجب أن يمر النجم بمراحل مهمة مختلفة على الطريق نحو زواله في نهاية المطاف.

فعلى وجه الخصوص يجب ان يتضخم النجم إلى عملاق أحمر وترتفع درجة حرارة قلبه عن طريق اندماج الهيليوم مع الكربون واحتراقه تدريجياً في قلب النجم ، وكذلك ينصهر الأكسجين والعناصر الثقيلة الأخرى حتى يتم انتاج الحديد والنيكل والكوبالت بواسطة السليكون ، ثم ينهار النجم عندما تنفجر المواد الأساسية القابلة للانصهار ، مما يؤدي إلى انفجار السوبر نوفا .

يموت نجم واحد فقط من كل 100 نجم فجأة ، والبقية تتفكك طبقاتها الخارجية وتتقلص لتصبح فيما بعد أقزاماً بيضاء ، وتستمر هكذا لمئات المليارات من السنين .

كم عدد النجوم التي نراها ميتة بالفعل ؟

- إن الضوء لهو مجرد آلة كونية ، وأبعد شيء يمكننا رؤيته بالعين المجردة هو مجرة أندروميدا التي تبعد عنا حوالي 2,5 مليون سنة ضوئية , لذا فلك أن تتخيل عزيزي القاريء أن في الوقت الذي حطت فيه أول قدم بشرية الأرض لتؤسس موطئاً للبشر ، كان الضوء الذي يصل إلينا اليوم قد غادر لتوه مجرة أندروميدا أي منذ حوالي 2,5 مليون سنة ، لذا تسمح لنا التلسكوبات الكبيرة اليوم بالنظر إلى الماضي ، مما يعني أنك ترى مجرة أندروميدا كما كانت من قبل قبل وجود البشر على الأرض !

وإذا انفجر مثلاً نجم ساطع الآن من منكب الجوزاء في كوكبة الجبار ( وسيحدث يوماً ما ) ، فإننا لن نعرف لعدة قرون من الزمن -  في الواقع .. ربما يكون قد انفجر بالفعل ولم نره بعد ... 

حتى لو استخدمنا تلسكوباً للتحديق في سماء الليل ، فلن يكون من الغباء التخمين بإن تلك النجوم التي ننظر إليها الآن ليست موجودة في الواقع .

وللعلم فإن آخر مستعر أعظم معروف حدث في تاريخ البشرية كان قبل 400 عام ، حيث ظهرت نجمة كبلر أو نوفاكبلر في عام 1904 ، وهي أحدث مستعر أعظم في مجرة درب التبانة تمت ملاحظته بالعين المجردة ، ويُشير هذا إلى أن واحداً أو اثنين من المستعرات الأعظمية ربما يكون قد حدث بالفعل وأن الضوء المتبقى لنجومهم لا يزال في طريقه للوصول إلينا في الوقت الحالي .

قد يكون النجم المحتمل او المرشح ليكون مستعر أعظم ثانٍ ، على بعد 4000 سنة ضوئية ، حيث سيكون ظاهراً للعين المجردة ، فمن الناحية الافتراضية ، يوجد حوالي 25 من تلك النجوم في سماءنا ، لذا فإن احتمال أن أحد تلك النجوم التي يمكننا رؤيتها لم يعد موجوداً هو 1-10% فقط .

أما بالنسبة لتشكل النجوم الحديثة ، فيستغرق الأمر عشرات الملايين من السنين حتى يُصبح النجم الأولي نجماً متسلسلاً رائعاً .

الخلاصة ...

من الخطأ الاعتقاد بإن كل او حتى الكثير من النجوم في سماء الليل قد ماتت بالفعل ، يسافر الضوء بسرعات كبيرة ، لذا من غير المحتمل أن يكون أي منهم قد مات بالفعل بينما نوره لا يزال يصل إلينا .

النجوم الأصغر تعيش أطول من النجوم الكبيرة ، وهي النجوم التي لا تزال مشرقة في مجرتنا .

إن احتمالات اكتشاف نجم ميت غير مرجحة ، ولكنها تحدث  .

لذا عندما تنظر إلى السماء ، يمكنك أن تكون واثقاً ومرتاحاً لأن الغالبية العظمى من النجوم التي تراها لا تزال هناك ..

المصدر / scienceabc

أترك تعليقا

هناك تعليق واحد:

إعلان فوق التدوينة


إعلانات

إعلان أسف التدوينة


إعلانات

كافة الحقوق محفوظة لــ عالم المعرفة 2017 - 2018 | تصميم : آر كودر