- غابات الأمازون تتعرض للهجوم!
إنه ليس هجوم من مجموعة من المقاتلين المسلحين الذين يتجولون بمدافعم بين الأشجار , ولا هجوم لفرقة من الطائرات المقاتلة التي ترمي بقنابلها على أكبر غابة مطيرة في العالم .. بل إنه هجوم مناخي وصناعي مدمر , يقترب شيئاً فشيئاً من تجفيف رئة الكوكب !
ولكن بما أن هناك متسع من الوقت قبل أن يتم القضاء على غابات الأمازون نهائياً .. فعلينا أن نفهم الآن التأثير المذهل على حياتنا المترتب على فقدان الغابات المطيرة .
يجب أن نعرف أولاً .. ان غابات الأمازون المطيرة تمتد على نحو 1.4 مليار فدان (56700000 هكتار) , وتمر عبر تسع دول بأمريكا الجنوبية , وتضم نحو 10% من الأنواع الحيوانية في العالم , وفي قلب الامازون يجري نهر الأمازون , والذي يرسل نحو 500 مليار قدم مكعب (14.2 مليار متر مكعب) من المياه إلى المحيط الأطلسي كل يوم .
إنتشرت الغابات المطيرة وعاشت منذ حوالي 10 ملايين سنة , عندما بدأ النهر يتدفق شرقاً , واليوم هي موطناً لمجموعة متنوعة من الحياة الحيوانية والنباتية , والعديد من النظم الأيكولوجية المختلفة , بما في ذلك الغابات وحشائش السافانا , كما أن غابات الامازون حالياً تقدر بأكثر من نصف الغابات المطيرة المتبقية على كوكب الارض .
- ولنا أن نعرف أن الغابات الإستوائية المطيرة تعمل على نزول المطر عن طريق الرطوبة الكثيفة التي تطلقها النباتات من خلال أوراقها على شكل بخار , ومن ثم يدخل في الغلاف الجوي ويتكثف ويتشكل على شكل غيوم , التي سرعان ما تنتج الامطار .
ماذا سيحدث لو إختفت غابات الأمازون ؟
- يعتقد ان نحو 20% من غابات الأمازون إختفت منذ منتصف عام 1970م , وعلى الرغم من الجهود المبذولة للمحافظة على الغابات المطيرة , مثل كبح إزالة الغابات للزراعة , ورعي الماشية , إلا أن إرتفاع درجات الحرارة يقلل من هبوط الأمطار مما يعرض مناطق كثيرة من الغابات للجفاف ويعرضها للحرائق ..
- إذا إختفت الغابات المطيرة فالأمر لن يكون سيئاً فحسب بالنسبة لدول أمريكا الجنوبية التي توجد بها غابات الأمازون , بل سيؤثر الأمر على العالم بأكمله , فإذا تم تدمير الأشجار والنباتات , فهذا يعني أن المناطق المحيطة بالغابات والتي تعتمد إعتماد كبيرعلى مياه غابات الأمازون ستعاني الجفاف , كما سيتدمر إقتصادها الذي يعتمد كثيراً على الغابات المطيرة , وقد أثبتت الأبحاث أن إختفاء غابات الأمازون سيمنع هطول الأمطار على منطقة غرب الولايات المتحدة والتي تعاني أساساً من الجفاف تاريخياً , كما أن ذلك سيؤثر بحد ذاته على طقس العالم , حيث تتحكم الغابات المطيرة في مناطق هبوب الرياح وسقوط الأمطار , وإختفاء الغابات سيزعزع ذلك التوازن الذي سيره الله منذ بدء وجود غابات الأمازون على الأرض .
- وكما نعرف أن غابات الأمازون تساهم بنسبة كبيرة جداً في إمتصاص غاز ثاني أكسيد الكربون (CO2) من الجو وتحويله إلى أكسجين (O) , وبذلك فإن غابات أقل تساوي غاز ثاني أكسيد كربون أكثر .. مما سيزيد من ظاهرة الإحتباس الحراري .
- الغابات المطيرة تنتج نحو 25% من النباتات المستخدمة في صناعة الأدوية الحديثة حالياً , فالسكان الأصليين مثل يانومامو ومجموعات أخرى من أصول مختلطة (على سبيل المثال البيرو أو caboclos البرازيل) , إستخدموا المركبات الكيميائية الموجودة في نباتات الأمازون منذ عدة قرون للتداوي والشفاء من الامراض , وأصبح ذلك الأمر جزءاً لا يتجزاً من حياة هؤلاء الناس , وإختفاء تلك الغابات قد يشكل خطراُ كبيرا على حياة الأجيال القادمة
* لذا فإن غابات الأمازون المطيرة , تعتبر مستودع للخدمات البيئية منذ فترة طويلة , ليس فقط للقبائل والمجتمعات المحلية , ولكن أيضاً لبقية العالم , ولكن ذلك المستودع للإسف في طريقه للنفاذ .
إقرأ أيضاً :
المصادر :
أترك تعليقا
ليست هناك تعليقات