وعدنا من جديد لنقدم الجزء الثاني من بحث الإعجاز العلمي ( الأرض مددناها )
البحث العلمي للاستاذ الدكتور / د/إبراھیم محمود متولي
أستاذ الھندسة المدنیة والجیوتقنیة
كلیة الھندسة – جامعة الزقازیق- مصر
عضو هيئة الإعجاز العلمي بالقرآن والسنة سابقاً
وأنزلنا الحديد
"لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِٱلْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ ٱلْكِتَابَ وَٱلْمِيزَانَ لِيَقُومَ ٱلنَّاسُ بِٱلْقِسْطِ وَ أَنزَلْنَاٱلْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِل نَّاسِ وَلِيَعْلَمَ ٱﻟَّﻠﮧُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِٱلْغَيْبِ إِنَّ ٱﻟَّﻠﮧَ قَوِيٌّ عَزِيز"
روى عمر رضي الله عنه أن رسول الله "صلى الله عليه وسلم" قال ( إن الله انزل أربع بركات من السماء إلى الارض : الحديد والنار والماء والملح).
ما من شك أن الحديد لم يكن من عناصر الارض بل انزله الله سبحانه وتعالى من الفضاء الخارجي إلى الأرض واستقر في لبها , وأصبح يمثل حوالي 90% من حجم هذا اللب , وحوالي 30% من كتلة الأرض جميعها.
والمتأمل في هذه الآية الكريمة والإعجاز الذي تخضع له العقول والرقاب ,يجد ان الله سبحانه وتعالى قون إنزال الكتاب والميزان وما بهما من بينات وحكمه بإنزال الحديد ووصفه بالبأس الشديد والمنافع للناس وأنفسهم ,وبين الناس بعضهم ببعض, وهذه الضوابط والمعايير والحدود والعدالة فيها قسوة وبأس شديد على بعض الناس ومنافع للناس جميعا , كما أن للحديد قسوة وبأس شديد ومنافع للناس.
- كشف العلماء مؤخراً ان عنصر الحديد لا يمكن له أن يتكون داخل المحموعة الشمسية , فالشمس نجم ذو حرارة وطاقة غير كافية لدمج عنصر الحديد , حيث يحتاج الحديد إلى 600 مليون درجة مئوية لتكوين ذرة الحديد, وهذا لا يتوفر في المجموعة الشمسية , وخذا ما دفع بالعلماء إلى القول بإن معدن الحديد قد تم دمجه خارج مجموعتنا الشمسية , ثم نزل إلى الأرض عن طريق النيازك والشهب.
- ويعتقد علماء الفلك حالياً أن النيازك والشهب ما هي غلا مقذوفات فلكية مختلفة الأحجام وتتألف في معظمها من معدن الحديد , ولذلك كان معدن الحديد من اول المعادن التي عرفها الإنسان على وجه الأرض, لأنه يتساقط بصورة نقية من السماء على شكل نيازك, يتساقط في كل عام آلاف النبازك والشهب على كوكب الارض و والتي قد يزن بعضها أحياناً عشرات الأطنان , وقد عثر على نيزك في امريكا بلغ وزنه اثنين وستين طناً مكوناً من سبائك الحديد والنيكل, أما في ولاية "أريزونا" فقد أحدث نيزك فوهة ضخمة عمقها مائتا متر وقطرها ألف متر , وقد بلغت كميات الحديد المستخرجة من شظاياه اللممزوجة بالنيكل عشرات الأطنان.
- ولا بد أن نذكر أيضاً أن الحديد عنصر أساسي في كثير من الكائنات الحية , كما في بناء النباتات التي تمتص مركباته المستخرجة من التربة و وتدخل أملاحه في تركيب خلايا الدم عند الكائنات الحية .
- وللنظر ماذا فعل إنزال الحديد في الأرض..
1- نفترض أن الأرض كانت كرة كاملة الإستدارة نصف قطرها (3447,35 كم- سيتم استنتاجها في هذا البحث لاحقاً) تكسوها طبقة مستمرة هي القشرة , يليها طبقة شبهه منصهرة.
2- لا يوجد أي مسطحات مائية فلا محيطات ولا بحار ولا أنهار (سيتم إثباته هنا لاحقاً).
3- عند إنزال الحديد في الأرض كان لابد أن يخترق هذا الحديد طبقات الأرض جميعها ليستقر في طبقتي اللب واللب الخارجي للأرض, ولكي يتم ذلك لابد من كسر القشرة الارضية الصلبة وغحداث فتحات وثقوب تسمح للحديد بإختراقها إلى لب الأرض , ويمتد من هذه الثقوب شقوق وشروخ في القشرة تزداد هذه الشقوق إتساعاً وعمقاً بتوالي إنزال الحديد , فقسمت هذه الشقوق والشروخ القشرة الأرضية إلى ألواح وصنعت حدود الالواح.
4- بعد مرور النيازك الحديدية المقذوفة على الأرض لطبقة القشرة الأرضية الصلبة تمر بالطبقة الشبه منصهرة فتمتص طاقتها الحركية فتقل سرعة النيازك حتى تستقر في لب الأرض المنصهر , لكن لزيادة الضغط عند اللب يتصلب جزء مكوناً اللب ويكون الجزء المنصهر من الحديد هو اللب الخارجي الذي يتاثر بالحرارة بينما يكون الضغط أقل من تلك في اللب.
5-عند إستقرار الحديد الذي نزلل في الأرض تدريجياً حتى وصل واستقر في طبقتي اللب واللب الخارجي زاد حجم طبقتي اللب واللب الخارجي تدريجياً حتى وصلت نسبة الحديد في هاتين الطبقتين إلى نحو 90% وأصبح يمثل نحو 30% من كتلة الأرض.
6- زيادة حجم طبقتي اللب واللب الخارجي والتي بعبر عنها رياضياً بزيادة قطريهما يؤدي إلى زيادة حجم الكرة الارضية جميعها وزيادة قطرها , يوضح ذلك العلملية الرياضية البسيطة التالية..
بفرض أن الحديد في يمثل 30 % من كتلة الأرض الكلية
1024 كجم * وحيث كتلة الأرض = 5.9742
1024*5.9742 * فإن كتلة الحديد في طبقتي اللب واللب الخارجي = 0.3
1024 كجم *1.79226 =
7.874 /(1023* وحجم الحديد في طبقتي اللب واللب الخارجي = ( 17922.6
1023 سم 3 *2276.1748 =
(1) 108 كم 3 *2276.1748 =
3928 كم = 450+1278+ وحيث أن قطر طبقتي اللب واللب الخارجي = 2200
(2) π (3928)3 (4/ حجم طبقتي اللب واللب الخارجي =( 3
108 كم 3 * 2538.65 =
بطرح ( 1) من ( 2) يكون
حجم طبقتي اللب واللب الخارجي قبل إنزال الحديد = 26247437296 كم 3
6 من هذا الحجم / بفرض حجم النيكل 5
نصف قطر طبقتي اللب واللب الخارجي قبل إنزال الحديد = 1823.221 كم
نصف قطر اللب واللب الخارجي بدون النيكل = 1003.35 كم
بفرض أن سمك باقي الطبقات ثابت = 2444 كم
3447.35 كم = 1003.35 + فإن فنصف قطر الكرة الأرضیة قبل إنزال الحدید = 2444
108 كم 2 *1.493 = 4 π(3447.35) ومساحة سطح الكرة الأرضیة قبل إنزال الحدید والنیكل = 2
108 كم 2 * بينما مساحة سطح الأرض الحالية = 5.101
أي أن مساحة سطح الأرض الأبتدائية تمثل 29.2 % من مساحة سطح الأرض الحالية.
إذا نصف قطر الكرة الأرضية قبل إنزال الحديد والنيكل = 1003.536+2444=3447.536
كما نتج عن ذلك إختلاف قطري الأرض فأصبح نصف قطرها الإستوائي 6378.135 كم بينما نصف قطرها القطبي 6356.75. وفي ذلك حكمة نتعرض لها فيما بعد.
7- نتيجة إنزال الحديد من الفضاء الخارجي وإستقراره في لبها الداخلي والخارجي أخذت شكلها الحالي شبه البيضاوي.
8- بزيادة قطر الأرض وحجمها زاد مساحة سطحها من 149.3 مليون كم مربع إلى 510.1 مليون كم مربع بنسبة 0.29268 وهي نسبة اليابسة للمسطحات المائية مما يثبت صحة الإفتراض بكون الارض طبقة صخرة مستمرة دون محيطات أو بحار أوأنهار و وان الزيادة في مساحة سطح الأرض هي بسبب تكوين المحيطات والبحر والتي سيتم تناولها فيما بعد.
9- لتوقف إنزال الحديد بأوزان كبيرة وسرعات عالية تمكنه من الوصول إلى لب الأرض توقفت الزيادة في حجم الارض.
الخلاصة:
لم يكن خلق الكون يوماً عبثاً,ولم يكن خلق الأرض أبداً أحد أطوار النجوم , يتكون في الكون بين الحين والآخر( إلا ما شاء الله ) ,كما تدعي بعض النظريات الحديثة، ولم تكن الصدفة مطلقًاً هي أصل نشأة الأرض , بل خلق الكون يدل على أن للكون خالق عظيم عليم خبير هو الباريء المصور , له مقاليد كل شيء وهو على كل شيء قدير , وأتقن كل شيء صنع , وأن كل شيء عنده بمقدار , سبحانه جل علاه,ويتناول القرآن العظيم في غيجاز وإعجاز رائع أطوار الأرض.
فهذا البحث من خلال رؤيا شاملة لآيات الله جل وعلا في جتابه العزيز في ظل قوله جل علاه "وانزلنا الحديد" , وفهم عميق لهذه الآية الكريمة وتطبيق قزانين ميكانيكا المواد وبقاء المادة يقدم نظلايو جديدة , ومفهوم غير مسبوق يأتي من التفكير والتدبر في ىيات الله جل وعلا الكونية وآياته اقرآنية التي أنزلها في كتابه (القرآن العظيم) . فحشى الله جل وعلا الأرض بالحديد وملاأ لبها به فزاد حجم اللب وزاد معه حجم الأرض من 0.1715 تريليون كم مكعب إلى 1.078 تريليون متر مكعب ومساحة سطحها من 149.3 مليون كم مربع إلى 510.1
وزودها بمسطحات مائية تصل إلى 71.8% من مساحة سطحها الكلي لحكمة سامية , وجعل شكلها يخرج عن الشكل الكروي بنصف قطر 3447.53 لما هو أقرب للشكل البيضوي فأصبح نصف قطرها الإستوائي 6378.135 كم بينما قطرها القطبي 6356.75 كم لحكمة بالغة .
- فالمتدبر لآيات القرآن الكريم لوجدانها تتناول بإعجاز فريد صورة متكاملة صحيحة غير منقوصة عن اطوار الارض وتهيئتها للحياة فيها وفوقها , صورة شاملة لأهم التفاصيل , صورة تؤكد وجود الخالق وعظمته وقدرته وتبين للبشر كيف منَ الله سبحانه وتعالى عليهم ومهد لهم الأرض وهيئها قبل خلق البشر.
الجزء الاول للموضوع بعنوان "حجم الارض الأولى"
من هنا
المراجع:
1. القرآن الكریم العظیم
2. "في ظلال القرآن" للشیخ سید قطب.
3. "تفسیر القران العظیم" للإمام الحافظ عماد الدین، أبو الفداء إسماعیل بن كثیر القرشي
الدمشقي.
4. "جامع البیان عن تأویل آي القرآن" لأبي جعفر محمد بن جریر الطبري.
5. "الجامع لأحكام القرآن" للأمام أبو عبد لله القرطبي.
6. "أضواء البیان في تفسیر القرآن" للشیخ محمد أمین الشنقیطي.
7. مجلة الأعجاز العلمي في القرآن والسنة العدد السادس والعشرون " الماء والمرعيً "
د./أسعد محمد نبیل، د/ ممدوح عبد الغفور حسن.
8. مجلة الأعجاز العلمي في القرآن والسنة العدد الرابع والعشرون " الجبال.. أسرار
وإعجاز" د./ھارون أحمد محمد.
9. موسوعة الأعجاز العلمي في القرآن والسنة " دحي الأرض " د./زغلول النجار
10 . مجلة الأعجاز العلمي في القرآن والسنة العدد الرابع عشر " نقص الأرض من أطرافھا"
د./زغلول النجار.
11 . مجلة الأعجاز العلمي في القرآن والسنة العدد الثالث والعشرون " وأنزلنا الحدید" للشیخ
عبد المجید الزنداني.
12 . خواطر للشیخ محمد متولي الشعراوي
13 . "تفسير الجلالين" العلامة جلال الدين المحلي والعلامة جلال الدين السيوطي .
14 . "الكشاف" لأبو القاسم محمود بن عمر الزمخشري.
15 . "قتح القدیر" محمّد بن علي بن محمّد الشّوكاني.
16. “Expansion – Drift –Contraction Theory” Ibrahim M. Metwally, (under publication).
17. Alfred Wegener, 1912 “The origin of continents and oceans”.
18. Gordon, R.G. and Stein, S. 1992. “Global Tectonics and Space Geodesy Science,
V.256, p. 333-342.
19. Carey, S. W. “The Expanding Earth” Elsevier, Amsterdam, 1976.
20. Carey, K. M. “An Expanding Earth” Nature, 1965, 205, 539-544.
للتواصل مع الدكتور إبراهيم
DrIbrahimMe@Gmail.com
أترك تعليقا
ليست هناك تعليقات