-->

السبت، 8 ديسمبر 2018

تشنغ خه : الصيني المسلم الذي اكتشف أمريكا قبل كولومبوس

 تشنغ خه,مستكشف,صيني,مسلم,كولومبوس,الصين,أمريكا
- إن معظمنا على علم بأسماء معظم المستكشفين الغربيين أمثال - ماركو بولو , فرديناند ماجلان , فاسكو دا جاما , وكولومبوس وغيرهم الكثير ممن حفروا أسماءهم في تاريخ استكشاف المحيطات والبحار .

اخبرونا في المدارس عن ماركو بولو ومغامراته في الصين , وعن فاسكو دا جاما ونجاحه في اكتشاف طريق بحري من أوروبا إلى الهند عبر رأس الرجاء الصالح , وعن كولومبوس , وكيف اكتشف أمريكا .. إلخ .. ولكن لم يخبرونا أبداً عن مستكشفي الشرق .. المستكشفين الذين صنعوا التاريخ قبل الآخرين ...
أسماء مثل ابن بطوطة , وابن ماجد , وشمس الدين أو عبدالله المقدادسي وابن فضلان وابن جُبير وأبو بكر الثاني ( ملك مالي ) , وبيري رييس والعديد من المستكشفين المسلمين الآخرين ذُكر منهم القليل في كتبنا الدراسية في المراحل التعليمية المختلفة .
وواحداً من بين تلك الشخصيات الشرقية التي لا يعرف أحد عنها الكثير .. هو الأدميرال " تشنغ خه Zheng He "  ويُسمى بالعربية " حجّي محمود شمس "  .
ولك أن تعلم .. أن هذا الرجل هو من اكتشف أمريكا قبل كولومبوس !

من هو الُمستكشف الصيني " تشنغ خه " ؟ 

 تشنغ خه,مستكشف,صيني,مسلم,كولومبوس,الصين,أمريكا
ولد هذا المُستكشف في نهاية القرن الرابع عشر الميلادي , في بلدة صغيرة تقع في منطقة يونان التي تنتمي لعائلة " هوي " - وهي جماعة عرقية صينية اعتنقت الإسلام .
تم تسميته عند مولده باسم " Ma " " ما هي " - وهو اختصار لاسم " محمد " .
زعمت عائلة " تشنغ خه " أنها من سلالة لحاكم منغولي في يونان أو سلالة للملك محمد من بخارى .
نشأ " تشنغ خه " في ظل تعاليم الإسلام , فدرس القرآن الكريم وحفظه عن ظهر قلب في سن مبكرة , وبصرف النظر عن تعليمه الديني , فإن " تشنغ خه " نشأ في أسرة يتحدث أفرادها اللغة العربية والصينية , وهذا يعني أن كلتا اللغتين كانتا لغته الأم .
وكان لوالده وأباه اللذان حجا إلى مكة تأثيراً كبيراً في تعليمه , وإثاره فضوله الكبير نحو العالم الخارجي , حيث أراد " تشنغ خه " أن يعرف كل شيء عن الدول التي تقع جغرافياً في غرب الصين , حيث درس لغاتهم ودياناتهم وتقاليدهم وتاريخهم وتضاريس أرضهم .
.

الطفل " ما هي " الأسير بعيداً عن أرضه

عندما كان " تشنغ خه " في العاشرة من عمره , تم أسره من قِبل جيش أسرة مينغ خلال غاراته العسكرية على يونان , حيث أخذوه إلى نانجينغ , وهناك تم تدريبه عسكرياً , وبعد ذلك نقلوه إلى بكين لخدمه تشو دي - أمير يان ( ورابع إمبراطور مؤسس لأسرع مينغ ) .
وبفضل قدراته وولائه وصدقه أصبح " تشنغ خه " أفضل صديق وأمهر حارس شخصي للأمير الشاب , وخلال تلك الفترة أصبح ذكاءه وحكمته وبراعته في القيادة واضحة بعد كل الحملات والمعارك التي قادها وحارب فيها إلى جانب الأمير تشو دي , وخلال 4 سنوات , أصبح " تشنغ خه"  أقوى قائد عسكري في الصين .
عندما أصبح الأمير تشو دي هو الإمبراطور الجديد لأسرة مينغ , قرر مكافأة جميع الضباط والمسؤولين الذين دعموه , وبالطبع " تشنغ خه " كان واحداً منهم , لذا منحه الإمبراطور الجديد لقب " القائد الأعلى لإدارة الإمبراطورية المنزلية " وقرر أيضاً الإمبراطور تشو دي أن يمنحه لقباً جديداً تعبيراً عن امتنانه , ومن تلك اللحظة أصبح اسم " ما هي " هو " تشنغ خه " .

 تشنغ خه المُستكشف الذي خاض البحار بسفن عملاقة 

 تشنغ خه,مستكشف,صيني,مسلم,كولومبوس,الصين,أمريكا
وبدءاً من عام 1405 وحتى عام 1433 , قاد " تشنغ خه " 7 رحلات بحرية كبيرة عبر المحيطات والبحار العظيمة عدة مرات , من بحر الصين الجنوبي إلى الساحل الشرقي لأفريقيا , ماراً عبر المحيط الهندي والخليج الفارسي والبحر الأحمر .
زار " تشنغ خه " خلال رحلاته أكثر من 30 دولة آسيوية وأفريقية , وتعلم الكثير عن ثقافاتهم ومعتقداتهم , وفي أحدى رحلاته زار مكة , ولم يكن " تشنغ خه " هو المسلم الوحيد في تلك الحملات , فكان هناك مستشارون ومترجمون مسلمون سافروا معه مثل " ما هوان " وكان صينياً مسلماً مثله .
أسطوله الأول شمل 27,870 رجلاً على متن 317 سفينة بما في ذلك البحارة , والكتبة , والمترجمين , والجنود , والحرفيين , والأطباء , وعلماء الأرصاد الجوية , والطهاة , وغيرهم ... وسافر " شينغ خه " وأسطوله الأول إلى  فيتنام وسريلانكا والفلبين وجاوة وسومطرة .
كانت السفن التي كان يقودها " تشنغ خه " يصل طولها إلى 440 قدم قادرة على حمل أكثر من ألف راكب بالإضافة إلى كمية كبيرة من البضائع مثل الخزف والذهب والفضة والقطن والنحاس والسلع الحريرية. . وكانت تلك السفن أضعاف حجم سفن كولومبوس التي عبرت المحيط الأطلسي وأكبر بعدة مرات من أي سفينة خشبية أخرى تم تسجيلها في التاريخ.
كانت الرحلة لأكثر إثارة وأهمية من بين رحلات " تشنغ خه " هي رحلته الرابعة مع رجاله البالغ عددهم 30,000 إلى الجزيرة العربية و وعندما وصل إلى هناك , تم استقباله بحفاوه , وأرسلت 19 منطقة عربية سفراءها لصعود سفن " تشنغ خه " لتقديم الهدايا الثمينة إلى الإمبراطور " تشو دي " , كما أغدق " تشنغ خه " على مستضيفيه العرب الكثير من الهدايا العطايا الصينية المكونة من الحرير والخزف وبضائع وسلع أخرى .
وبعد رحلته إلى الجزيرة العربية , سافر إلى الساحل الشرقي لأفريقيا , وربما وصل إلى موزمبيق , وفي كل مرة وصل فيها تشنغ إلى بلد ، أبحر إلى الصين بمنتجات غريبة مثل العاج والجمال والذهب والسلع الأخرى.
بعد وفاة الإمبراطور " تشو دي " في عام 1424 , توقف الإمبراطور الجديد " هونغكسي " على الفور عن دعم الرحلات البحرية , وأصبحت الصين وقتها دولة منعزلة ذاتياً خلال السنوات المائة اللاحقة .
وتم تعيين " تشنغ خه " قائداً للميناء في "نانكينغ " وتلقى أوامر من الإمبراطور بحلّ أسطوله , ولكن " تشنغ خه " نجح بمساعدة بعضاً من حلفاؤه بإعادة الحياة مرة أخرى إلى بعثاته بعد إقناع الامبراطور الجديد بذلك .
ثبت في التاريخ أيضا أن تشنغ خه اكتشف أمريكا وأستراليا في واحدة من رحلاته قبل كولومبوس , ووصل أيضا إلى الساحل الشرقي لأفريقيا وأبحر من رأس الرجاء الصالح إلى جزر الرأس الأخضر قبل أن يفعل ماركو بولو.
لماذ قاد " تشنغ خه " رحلات بحرية إلى الكثير من البلاد؟
كل هذه البعثات غرضها بعث رسالة إلى العالم : وهي أن الصين قوة اقتصادية وسياسية عظمى , لكن " تشنغ خه "  أضاف شيئًا آخرًا مهمًا في أسفاره: دعوة الناس إلى الإسلام. 
فمع مستشاريه المسلمين ومترجميخ ، فأينما ذهبوا كان" تشنغ خه " يدعو السكان المحليين إلى احتضان الإسلام , في جزر جاوا الإندونيسية ، سومطرة ، بورنيو وغيرها ، وكان بعض تلك المجتمعات الإسلامية الصغيرة علم بالإسلام قبل وصول " تشنغ خه " إليها , حيث بدأ انتشار الرسالة الإسلامية في جنوب شرق آسيا قبل مائة عام بفضل التجار العرب والهنود, ودعم " تشنغ خه " بقوة هذا النمو المستمر للإسلام في هذه المناطق.
ولتسهيل انتشار الإسلام بسرعة في جنوب شرق آسيا ، أسس " تشنغ خه "  المجتمعات المسلمة الصينية في باليمبانج وجاوة وشبه جزيرة الملايو والفلبين , حيث كانت مهمتهم هي نشر الإسلام حول المنطقةوبناء المساجد وتقديم الخدمات الاجتماعية الأخرى التي يحتاجها المجتمع المسلم المحلي.
بعد وفاته ، واصل المسلمون الصينيون في جنوب شرق آسيا أعمال " تشنغ خه "  بطرق مختلفة مما جلب المزيد من الناس إلى الإسلام في جنوب شرق آسيا وعزز المجتمع الإسلامي المتنامي في إندونيسيا وماليزيا والفلبين ومنطقة جنوب شرق آسيا.
إن تشنغ خه ، كان أعظم مستكشف بحري صيني ،فلم يكن فقط فخراً في سجل التاريخ الصيني ، بل هو أيضا بطل فريد من نوعه في تاريخ حضارتنا الإسلامية.

مصدر المقال / mvslim
حقوق الترجمة محفوظة لمدونة / عالم المعرفة 

أترك تعليقا

ليست هناك تعليقات

إعلان فوق التدوينة


إعلانات

إعلان أسف التدوينة


إعلانات

كافة الحقوق محفوظة لــ عالم المعرفة 2017 - 2018 | تصميم : آر كودر