-->

الأحد، 28 مارس 2021

هل تتعرق الحيوانات مثلنا ؟

هل تتذكر آخر مرة خرجت فيها في الصيف وغمرك العرق على الفور ؟ ومع ذلك هل سبق لك أن رأيت الحيوانات من حولك تتعرق في الجو الحار ، وماذا أيضاً عن تلك الطيور التي تحلق عالياً في سماء الصيف ؟

في مملكة الحيوان ، لا تستطيع الحيوانات ذات الدم البارد ( الزواحف ، الأسماك ، والبرمائيات ) أن تقوم بتنظيم حرارة أجسامها وفقاً لما يُحيط بها ، لذا تتقلب درجة حرارة أجسامها لتتناسب مع درجة الحرارة المحيطة بها .

خلال درجات الحرارة الشديدة ، ستجد الزواحف تتسكع تحت ظل صخرة لتبرد ، بينما في الأشهر الباردة ، قد تخرج للاستحمام الشمسي لساعات لترفع درجة حرارتها .

سحلية تستظل تحت صخرة لتبريد جسمها


من ناحية أخرى ، تحافظ الحيوانات ذوات الدم الحار مثل الطيور والثدييات على استقرار درجة حرارتها الأساسية بغض النظر عن الطقس ، فدرجة حرارة جسم الإنسان تبلغ 37 درجة مئوية كدرجة حرارة داخلية للجسم .

لذا سواء كان الجو شديد الحرارة او شديدة البرودة ، ستقوم أجسامنا بإجراء تغييرات للحفاظ على درجة الحرارة الداخلية كما هي 37 درجة ، ومع ذلك ، فإن تلك التقنية التي يستخدمها كل نوع لتنظيم درجة الحرارة فريدة من نوعها .

الرئيسيات مثل القرود والقردة والبشر هم الأعضاء الوحيدون في مملكة الحيوانات ( إلى جانب الخيول - سنذكرها لاحقاً  ) ، الذين يتعرقون يغزارة في الحرارة .

فالتعرق هو طريقة ينظم بها الجسم درجة حراراته الداخلية وتعرف بالتنظيم الحراري . 

تفرز الغدد العرقية مادة مائية عبر مسام الجلد ، سرعان ما تتبخر حبات العرق هذه من الجلد ، وتأخذ معها الحرارة .

هناك نوعان من الغدد العرقية ، الغدد المفرزة والغدد الصماء

الغدد العرقية المفرزة : تفرز هذه الغدد الحبيبات المائية للعرق وتوجد في جميع أنحاء الجسم.

 تمتلك القطط والكلاب أيضًا غددًا عرقية مفرزة على مخالبها وأنوفها. 

تحتوي الأغنام والأبقار على هذه الغدد على أنوفها وفوق شفاهها. 

هذه الغدة ليست شائعة بين الثدييات ، مقارنة بالغدة العرقية المفرزة.

الغدد العرقية المفرزة: يقع هذا النوع من الغدد العرقية حول بصيلات الشعر ، وتفرز مادة دهنية زيتية مسؤولة عن تعرق الإبط وإفراز تلك الرائحة السيئة . 

هذه الغدد أكثر انتشارًا في الثدييات ، لكنها ليست طريقة تبريد فعالة ، حيث لا يتبخر إفراز الزيت بسهولة.

التعرق عند الأحصنة 

- بالإضافة إلى الرئيسيات ، تستخدم الأحصنة التعرق لحفظ أجسامها باردة ، ولكن لا يمكننا أن نطلق على تلك العملية عند الأحصنة اسم " التعرق " ، لأن الإفراز الذي تُنتجه يختلف عن العرق المائي الذي نعرفه .

الحيوانات التي تبذل جهداً في الجري مثل الأحصنة ، توّلد كمية كبيرة من العرق لتبديد الحرارة الناتجة أثناء تلك الحركات الشاقة أثناء الجري ، غطاءها الجلدي السميك المقاوم للماء يمنع التبخر السريع للعرق ، ويفشل في إحداث التبريد .

تمتلك الخيول غدداً عرقية مفُرزة ، ولكن إفرازها يحتوي على بروتين اللاثرين ، وهو مُنظف طبيعي ، ويُعتقد أن مادة اللاثرين تعمل من خلال المساعدة في توزيع الماء على الجلد لتسهيل عملية التبخر ، ويتسبب هذا في تكوين رغوة تبدو مثل رغوة الصابون ، خاصة عند حدوث الاحتكاك - الرغوة تشبه تماماً ما نلاحظه أثناء غسل الملابس أو الأطباق .

عرق الدم 

- عرق الدم هو اس إفراز غير طبيعي ينتج عن أفراس النهر في محاولة للتغلب على الحرارة .

على عكس الخيول ، لا تمتلك أفراس النهر غدداً عرقية حقيقية ، فهم يقضون معظم وقتهم في الماء ، مما يحافظ على رطوبة بشرتهم ، وينعأي خطر للإصابة بالجفاف ، ومع ذلك ، فإن إفرازات كثيفة زيتية حمراء تتسرب من مسامها عندما تكون على الأرض ، لكن لا .. إنها ليست دماء ! 

عرق " الدم " ، في الواقع هو تسمية خاطئة ، فالسائل له لون أحمر وردي بسب الصبغات المضادة للبكتيريا الموجودة بداخه ، والتي تحمي فرس النهر من الأشعة الفوق بنفسيجية الضارة من الشمس ، وتبعد البكتيريا المزعجة .

التعرق عند الخنازير 

- في الحقيقة - لا تتعرق الخنازير لأنها تفتقر إلى الغددالعرقية ، فهم يحافظون على برودتهم بالتدحرج في الوحب مثل الحيوانات الأخرى ، مثل وحيد القرن ، يلعب الغطاء الطيبي دوراً مزدوجاً في حماية الخنازير من لدغات الحشرات وأضرار أشعة الشمس ، فإذا فكرت في الأمر ، فإن الطين يساعدهم في الواقع على البقاء نظيفين .

ليس التعرق دائما ً ..

لقد أثبتنا أن التعرق ليس الطريقة الأساسية للتنظيم الحراري لمعظم الثدييات. مثل الخنازير وأفراس النهر ، هناك العديد من الحيوانات التي تفتقر إلى أي نوع من الغدد العرقية. ومع ذلك ، نظرًا لأنهم من ذوات الدم الحار ، فإنهم يتحكمون في درجة حرارة أجسامهم باستخدام عدة طرق مختلفة ، بعضها موضح أدناه.

اللهاث : هذه الطريقة معروفة وتُستخدم في الغالب من قِبل الكلاب والقطط وكذلك الخنازير ، جنباً إلى جنب مع التدحرج في الوحل .

يقوم اللهاث بتبديل الهواء الساخن بسرعة بالهواء البارد ، مما يؤدي إلى انخفاض درجة الحرارة داخل الجسم ، بدءاً من الحلق والرئتين .

الآذان الكبيرة : الحيوانات التي تنعم بآذان كبيرة ، مثل الفيلة ، تستخدمها كمراوح ، فهم يرفرفون بآذانهم الكبيرة ليس فقط للسماح للرياح بالهبوط ، ولكن أيضاً لزيادة تدفق الدم ، وهذا يُتيح تبديد المزيد من الحرارة وتبريد الجسم بشكل فعال .

تمتلك الأرانب البرية التي تُسمى ( القواع Jackrabbits ) والتي تعيش في الصحراء ، شبكة كبيرة من الأوعية الدموية تحت آذانها لنفس السبب .

لون البشرة يساعد ايضاً : يعتقد العلماء أن الخطوط السوداء والبيضاء للحمار الوحشي توفر مناخاً محلياً فوق الجلد مباشرةً ، حيث يمتص الأبيض الضوء بمعدل أبطأ من الأسود ، لذلك تتدفق التيارات الهوائية بمعدلات مختلفة حول الحمار الوحشي ، ما يؤدي إلى ظهور نسيم صناعي .

هذه النظرية قابلة للنقاش ، حيث لم يتمكن العلمء حتى الآن من استنتاج الوظيفة الدقيقة للخطوط .

التعرق البولي Urohydrosis : هذه الطريقة تستخدمها بعض الطيور مثل ( النسور واللقالق ) ، حيث يتم استخدام البول والبراز في محاولة للتهدئة .

تفرز الطيور البول على اقدامها لتتبخر ، وهذا التفريق له تأثير على تبريد الجسم ، ومن المعروف ان الفقمه تتبول على زعانفها لنفس السبب .

الخلاصة : في حين ان معظم الحيوانات لا تتعرث ، إلا أن جميها لدها طرقها الخاصة في الحفاظ على برودة اجسامها ، عندما تكون الحرار شديدة ، وعندما لا يمكن التعامل مع ذلك فإنها تبحث عن بقعة مظللة وباردة للاسترخاء ، تماماً مثل البشر .

المصدر / scienceabc.com 


أترك تعليقا

ليست هناك تعليقات

إعلان فوق التدوينة


إعلانات

إعلان أسف التدوينة


إعلانات

كافة الحقوق محفوظة لــ عالم المعرفة 2017 - 2018 | تصميم : آر كودر