تزخر الأساطير والحكايات الخرافية ، بالكثير من قصص الأشياء الغامضة والقطع الأثرية التي تتمتع بقوى عظيمة ، وكنوز لا يمكن تخيلها ، من حجر الـ Chintamani من الأساطير الهندية إلى الحربة المقدسة من الفلكلور المسيحي ، وقد استحوذت هذه الأشياء على خيال الناس عبر الثقافات والأجيال .
سواء كانت تعويذات الحظ السعيد ، أو أسلحة العدالة الإلهية ، أو الأدوات ذات القدرات السحرية ، فإن هذه القطع الأثرية تظل رمزًا لما هو خارق للطبيعة وللرغبة البشرية في القوة والحماية.
في عوالم الفولكلور الآسرة ، تستمر هذه الأشياء الأسطورية في إلهامنا وإبهارنا ، وتذكرنا بالإمكانيات اللامحدودة للخيال البشري وقوة سرد القصص.
في المقالة التالية ، ندعوك لرحلة إلى عالم الأساطير القديم الواسع حيث نكشف عن القصص الآسرة المحيطة بحكايات ثمانية أشياء خيالية أسطورية أغرت النفس البشرية لقرون.
1- سيف الملك آرثر Excalibur
نبدأ مقالنا بالسيف الأكثر شهرة من أسطورة آرثر تشتهر هذه القطعة الأسطورية بقوتها غير العادية وارتباطها الرمزي بالملك الحقيقي لإنجلترا ، الملك آرثر- وفقًا للأساطير ، فإن الملك الشرعي وحده هو من يمكنه استخدام هذا السيف ، الذي منح حامله قوة استثنائية وبراعة في المعركة.
نظراً لكونها اسطورة آرثر ، والتي تحتوي على عدد محير للعقل من الإختلافات ، لذا تميل سمات Excalibur إلى الاختلاف من إصدار إلى آخر في الحكايات المختلفة .
يربط الناس بين Excalibur بحكايات السيف في الحجر ، قصة كيف سحب آرثر الشاب السيف السحري من الحجر ، مما جعله ملكًا, ظهرت هذه النسخة من أصل السيف لأول مرة في عام 1200 بعد الميلاد في قصيدة "ميرلين " لروبرت دي بورون- وهي قصيدة ملحمية مفقودة جزئياً حول شخصية ميرلين ، وتروي القصة أصل ميرلين وحياته المبكرة ودوره في ولادة آرثر وكيف أصبح ملكاً لبريطانيا وهو الذي توقع أن يصبح كل من أزال السيف ملكًا.
الإصدارات اللاحقة من أسطورة أرثر تقدم وصفاً مختلفاً لأصول إكسكاليبور Excalibur , حيث تم تصويره على انه سيف آرثر الثاني بعد أن تحطم سيفه الأصلي ( السيف في الحجر ) في معركة شرسة ، وعند تلقيه المشورة الحكيمة من الساحر ميرلين ، يبحث آرثر عن سيدة البحيرة الغامضة ، التي تقدم له السيف المسحور اكسكاليبور- وكما تقول القصة ،فإن آرثر عند وفاته في النهاية ، عهد الى رجاله بمهمة صعبة متمثلة في إعادة إكسكاليبور إلى البحيرة من حيث أتى .
في بعض الإصدارات ، يكون سيف Excalibur مشبعًا بقوى سحرية ، مما يجعل حامله أقوى أو أسرع أو حتى غير مرئي في المعركة.
في إصدارات أخرى ، يكون السيف رمزيًا إلى حد كبير- عبر التاريخ ، تم تفسير Excalibur كرمز لقوة آرثر وبسالته.
لقد ألهمت اسطورة هذا السيف أعمالًا لا حصر لها في الأدب والفن والسينما ، ولا يزال أحد الرموز الأكثر ديمومة والمحبوبة لأسطورة آرثر حتى يومنا هذا.
2- مطرقة ثور ميولنير Mjolnir
- ثاني أكثر الأشياء الأسطورية شهرة في هذه القائمة يجب أن تكون مطرقة ثور Mjolnir خاصة منذ ظهورها مؤخرًا في سلسلة أفلام Marvel الأخيرة.
ربما يكون ميولنير هو السلاح الأكثر شهرة في الأساطير الإسكندنافية.
ومثل الكثير من حكايات آرثر ، فإن الأساطير الإسكندنافية مليئة بالاختلافات لذا سيتعين علينا التعميم قليلاً هنا.
عادة ما يوصف ميولنير على انه مطرقة تم صنعها بشكل خاطيء بواسطة الأقزام Brokkr و Eitri اللذين طلبهما Loki لوكي لتصميم المطرقة، ولكن أمكن لثور أن يستخدمها ويتحكم عن طريقها في الرعد والبرق وضرب الأشياء كما جاء في الأساطير .
أشهر أسطورة حول المطرقة هي قصة خسارة ثور للمطرقة ثم استعادتها مرة أخرى ، فكما تقول القصة ، دبر " لوكي " خطة لسرقة مطرقة ثور من قبل عملاق ، ولكي يستعيدها ثور ، كان عليه ان يتنكر في هيئة إمرأة ويستعيد المطرقة بمساعدة لوكي
أصبح ميولنير رمزاً دائماً للأساطير الإسكندنافية ، حيث يمثل القوة والسلطة والحماية.
مثل سيف إكسكاليبور تم دمج مطرقة ثور في الرسوم الهزلية والأفلام وألعاب الفيديو .
3- الصوف الذهبي Golden Fleece
- دعونا نبتعد عن الأسلحة قليلاً ، حيث تزخر الثقافات الشعبية بالعديد من الأساطير القديمة التي تتحدث عن البطل الذي يذهب في مهمة صعبة للعثور على شيء أسطوري ، كان هذا مجازاً شائعاً بشكل خاص في الأساطير اليونانية القديمة ، والصوف الذهبي كان مثالاً كلاسيكياً على تلك الحكايات الشعبية .
قيل أن هذا الصوف قد أتى من كبش سحري مجنح يُسمى Chrysomallos ، تم ارساله لإنقاذ ريكسوس وهييل (أبناء ملك مهم) من زوجة أبيهم الشريرة. للأسف ، سقط هيل من ظهر الكبش ومات ، ولكن تم إنقاذ ريكسوس بأمان ، بينما تم ذبح الكبش المسكين وتم تعليق صوفه الذهبي في بستان مقدس .
وبعد بضع سنوات تحكي الأساطير أنه تم تكليف البطل الإغريقي جاسون مع بحارة الأرجو Argonauts - وهم ابطال يونانيون عظماء - باستعادة الصوف الذهبي كجزء من مهمة جاسون لاستعادة عرشه ، وكان ذلك بمساعدة الساحرة ميديا ، حيث حصل على الصوف وعاد الى مملكته منتصراً .
استمر الصوف في الظهور في الأساطير اللاحقة ، حيث قيل أنه لديه قوة شفاء سحرية ، وذهب أبطال مثل أتلانتا وبيرسيوس للبحث عنه.
كما ارتبط الصوف السحري أيضًا بكوكبة الحمل وبقوة الملكية، وغالبًا ما يتم تفسير الصوف على أنه رمز للثروة والسلطة والمكانة واشتهرت اساطير الصوف السحري في الأدب والفن والسينما .
4- حجر الفليسوف - مفتاح الثروة والخلود
- قبل اصدار الكتاب الأول لسلسلة هاري بوتر ، ربما يمكننا القول أن حجر الفليسوف لم يكن معروفاً مثل جميع الأشياء في تلك القائمة ، فمن المحتمل ان معظم الناس لم يكونوا على دراية بحجر الفليسوف خارج عالم هاري بوتر.
كان حجر الفليسوف الأصلي مادة أسطورية في علم الكيمياء ( الخيمياء ) الغربية ، قيل أن لديه القدرة على تحويل المعادن الأساسية إلى معادن ثمينة كالذهب مثلاً ، كما أن بعض الأساطير تقول أن حجر الفليسوف يمنح الشخص الشباب الأبدي ، وقد قضى معظم الخيميائين حياتهم بأكملها في البحث عن هذا الحجر السحري خلال العصور الوسطى وعصر النهضة .
لسنا متأكدين من مصدر الأسطورة في الأصل ، ولكن يُعتقد أنها تأثرت بالممارسات الكيميائية المصرية القديمة واليونانية , ثم شاع الحجر من قبل الخيميائيين مثل ألبرتوس ماغنوس وباراسيلسوس ، الذين اعتقدوا أن الحجر هو المفتاح لفتح ألغاز الكون.
بالنسبة للكثيرين ، كان الحجر بمثابة استعارة للتحول والتنوير الروحي ، وليس شيئًا ماديًا حقيقيًا.
كان يُنظر إلى عملية تحويل المعدن الأساسي إلى ذهب على أنها ترمز إلى رحلة الخيميائي نحو تحقيق مستوى أعلى من الوعي والفهم.
مما لا يثير الدهشة ، لم يتم اكتشاف حجر الفيلسوف أبدًا, لكن أولئك الذين واصلوا البحث عنه وضعوا الأساس للكيمياء الحديثة والاكتشافات العلمية.
اليوم ، قد تبدو فكرة الخلود أو تحويل المعادن فكرة خيالية، ولكنها ألهمت أجيالًا من العلماء والمفكرين لدفع حدود ما كان يعتقد أنه ممكن ، مما مهد الطريق لبعض أعظم الاكتشافات البشرية.
5- رمح القدر
- رمح القدر من أيقونات الديانة المسيحية ، حيث يُقال أن الرمح قد أُستخدم لخرق جانب المسيح عندما كان على الصليب ، ويُعتقد أنه يمتلك خصائص قوية نتيجة لذلك .
ارتبط الرمح بالعديد من الشخصيات التاريخية القوية، قيل إن الإمبراطور الروماني قسطنطين حمله إلى المعركة ، حيث ساعده على تحقيق انتصارات عظيمة، وزُعم أيضًا أن الرمح كان يستخدمه شخصيات أخرى مثل شارلمان ونابليون
استمرت الأساطير حول الرمح في القرن العشرين عندما أصبحت الأسطورة مرتبطة بألمانيا النازية،حيث قيل أن هتلر كان لديه هوس بالسحر وكان يعتقد أن الرمح سيعطيه القوة لغزو العالم، ويُزعم أن النازيين حصلوا على رمح يعتقدون أنه رمح القدر وعرضوه في متحف في نورمبرج.
تم فحص هذا الرمح المعروف باسم Reichskleinodien ، من قبل العلماء الذين يعتقدون أنه يعود إلى حوالي 800 بعد الميلاد
وهناك رمح آخر يقال انه رمح القدر ، في فاغارشاباد في أرمينيا ، ويقال انه تم دفن نسخة أخرى من السلاح الأسطوري في كنيسة القديس بطرس في أنطاكية .
على الرغم من الجدل حول صحة هذه الأشياء الأسطورية ، إلا أن الأسطورة المحيطة بها لا تزال قائمة.
إن القوى الصوفية المفترضة للرمح وارتباطه بشخصيات تاريخية قوية تجعله رمزًا رائعًا ودائمًا للتاريخ البشري والأساطير.
6- العصا السحرية للملك القرد
- العصا السحرية الأسطورية للملك القرد تُسمى (Ruyi Jingu Bang) ، وهي واحدة من أشهر الأشياء الأسطورية في الأساطير الصينية ، تم انشاءها من قِبل الملك التنين للبحار الشرقية ، حيث منحها للملك القرد ( سون ووكونغ ) تعبيراً عن شكره بعد أن ساعد الملك القرد ملك التنين على هزيمة الشيطان .
يُقال ان تلك العصا غير قابلة للتدمير ، وقادرة على التحكم في العناصر .
وفي الرواية الصينية الكلاسيكية " رحلة الى الغرب " تم ذكر عصا ملك القرد السحرية ، التي كان لها تأثير كبير ، حيث هزم الملك القرد الشياطين والوحوش والتهديدات الخارقة للطبيعة بمساعدتها ، وأصبحت تلك العصا رمزاً دائماً للأساطير الصينية ، حيث تمثل القوة والسلطة .
7- خاتم سليمان
- وفقاً للأسرائيليات ، فإن خاتم سليمان هو خاتم سحري يُنسب إلى نبي الله سليمان عليه السلام ، وعادة ما يتم وصفه بإنه على شكل نجمة خماسية أو سداسية ، ويقال بأنه جعل للنبي سليمان القدرة على التحكم في الجن والشياطين والرياح والتحدث الى الحيوانات
تم ذكر الخاتم لأول مرة من قِبل المؤرخ اليهودي في القرن الأول جوزيفوس ، ثم شق طريقه لاحقاً إلى المصادر العربية الإسلامية ..
ورد ذكر خاتم سليمان عليه السلام في بعض الأحاديث النبوية ، غير أنها لا تصح عن النبي صلى الله عليه وسلم وتعتبر أحاديث ضعيفة .
8- حجر شينتاماني ، سحر الحظ السعيد
- حجر شينتاماني Chintamani Stone , هو أداة أسطورية من كل من الأساطير الهندوسية والبوذية القديمة, قيل أن لديها قوى غير عادية وكان ينظر إليها على أنها سحر الحظ الجيد النهائي.
يقال إن الحجر جوهرة رائعة ، اعتمادًا على الأسطورة ، فإن لديه مجموعة كاملة من القدرات، وعادة ما يتم تصويره على أنه لديه القدرة على تلبية أي رغبة ، في حين أن الاختلافات الأخرى في أساطير هذا الحجر السحري تتحدث عن انه يمتلك قدرات شفاء قوية أو القدرة على تحقيق السلام والازدهار لمن يمتلكه.
مثل العديد من الأشياء الأسطورية الأخرى في هذه القائمة ، نُسبت حيازة حجر الشينتاماني إلى شخصيات حقيقية وأسطورية على حد سواء.
الأسطورة الأكثر شهرة هي أن الملك الشيطاني رافانا يمتلكها ، والذي قيل أنه حصل عليها ، لكنه خسرها بعد ذلك ، أمام الملك راما.
غالبًا ما تتم مقارنته أيضًا بحجر الفيلسوف الغربي ، وقد أمضى الكثير ممن سحرتهم الأسطورة حرفيًا سنوات في محاولة العثور على حجر الشينتاماني.
إنه رمز دائم للحظ الجيد والازدهار في الأساطير الهندوسية والبوذية حيث يمثل أيضًا إمكانية تحقيق أكبر رغبات المرء.
من سيف الملك آرثر إلى عصا الملك القرد ، موضوع الأشياء الأسطورية موضوع رائع ومثير للفضول إلى ما لا نهاية ، مليء بقصص القطع الأثرية القوية والأشياء الغامضة، التي تمثل رغبة الإنسان في القوة والحماية وتحقيق أعظم الرغبات.
على الرغم من حقيقة أن هذه الأشياء الأسطورية غالبًا ما تكون خيالية ، إلا أنها تستمر في جذب وإلهام الناس حتى يومنا هذا ، وتذكرنا بقوة الأسطورة وسحر الإنسان الدائم بكل ما هو خارق للطبيعة. سواء كانت رموزًا للحظ السعيد أو أدوات للعدالة الإلهية أو أدوات للسحر ، فإن هذه الأشياء تذكرنا بأن عالم الأساطير مليء بالدهشة والإمكانيات وأنه يوجد دائمًا شيء أكثر لاكتشافه واستكشافه.
المصدر / ancient-origins
أترك تعليقا
ليست هناك تعليقات