- إذا سقطت القنابل النووية على العالم , فسوق يتغير وجه الكوكب إلى الأبد , فطوال 50 عاماً , دأب هذا الخوف يرهب كل لحظة في حياة البشر , حيث عاش العالم بمعرفة أن شخصاً واحداً فقط كان قادراً على أن يحرق العالم نووياً بضغطة زر!
ولكن لا داعي للقلق - فمنذ سقوط الاتحاد السوفييتي , تحولت فكرة الدمار النووي الشامل إلى مجرد خلفية خيالية لقصص الخيال العلمي والأفلام وألعاب الفيديو , ومع ذلك - فإن هذا التهديد لم ينتهي حقاً , فلا تزال القنابل النووية هناك .. في انتظار شخص ما يضغط على هذا الزرّ المدمر !
أجرى العلماء اختبارات وعمليات محاكاة لفهم كيف ستكون الحياة بعد سقوط القنابل النووية على الأرض .. وجدوا أن بعض الناس قد يبقون على قيد الحياة , ولكن الحياة لن تكون هي نفسها في هذا العالم المُدمَر .. فسوف تتغير بالكامل .. كما سنرى في مقالنا هذا :
1- سقوط المطر الأسود
digbysblog.blogspot |
- بعد لحظات من القصف بالقنابل الذرية , سوف يسقط مطراً أسوداً قاسياً , ولن يكون على نمط قطرات المطر الصغيرة التي تزيل الغبار وتطفيء اللهب , ولكنها ستكون قطرات غليظة سوداء , ولها قوام كقوام الزيت , وقد تتسبب في قتلك !
ففي هيروشيما- وبعد إلقاء القنبلة النووية , بدأ المطر الأسود في السقوط بعد 20 دقيقة من انفجار القنبلة , وتلك الأمطار غطت مساحة حوالي 20 كيلو متراً ( 12 ميل ) , حيث غطى هذا السائل الأسود الكثيف أرض المدينة , وكان بإمكانه قتل أي شخص يلمسه بسبب احتواءه على قدر كبير من الإشعاع الذي يزيد بـ 100 مرة عن الإشعاع الموجود في مركز الانفجار .
في هيروشيما - كانت المدينة تحترق بالنيران الغاضبة التي تلتهم الأكسجين في طريقها , والناجين كانوا محاصرين بالنيران , وكانوا يموتون بالفعل من العطش بينما يكافحون للخروج من اللهب الذي يأكلهم ببطء , فأصبحوا يائيسن للغاية لدرجة شربهم لذلك السائل الأسود الغريب المتساقط من السماء , ولكن كان في هذا السائل ما يكفي من الإشعاع القادر على التسبب في تغييرات في دم الشخص , كان قوياً بما فيه الكفاية لدرجة أن آثار هذه الأمطار مازال موجودة حتى وقتنا هذا في الأماكن التي هبطت فيها , ويعتقد العلماء أن ذلك سيحدث مرة أخرى إذا سقطت قنبلة نووية على مكان ما في العالم .
2- النبضات الكهرومغناطيسية سوف تطفيء كل الكهرباء في العالم
- بإمكان الإنفجار النووي أن يرسل نبضات من الإشعاع الكهرومغناطيسي التي يمكنها إغلاق جميع الأنظمة الكهربائية أو الشبكات الكهربائية لدول بأكملها .
ففي تجربة لإختبار قنبلة نووية , حدث انفجار في مصابيح الشوارع وأجهزة التلفزيون والهواتف في المنازل الي تبعد 16000 كيلو متر ( 1000 ميل ) عن مركز الانفجار - وعلى الرغم من أن هذا الحادث لم يكن مخطط له , ولكن منذ ذلك الحين تم تصميم القنابل للقيام بذلك عن قصد .
فإذا انفجرت قنبلة نووية مصممة لإرسال نبضات كهرومغناطيسية على مسافة 400 -480 كيلو متر ( 250-300 ميل ) على بلد بحجم الولايات المتحدة مثلاً , فإن الشبكة الكهربائية في جميع أنحاء البلاد ستغلق !
لذا بعد سقوط القنابل ، ستنطفيء الأنوار , ولن تعمل أية أجهزة كهربائية , سيتم مسح البيانات الموجودة على كل جهاز كمبيوتر , والأسوأ من ذلك أن مرافق معالجة المياه ستتعطل وسوف نفقد مياه الشرب النظيفة .
3- الدخان سوف يحجب الشمس
- ستتشبع المناطق المحيطة بمركز الانفجار بكمية هائلة من الطاقة , وستنتشر النيران في كل حدب وصوب , كل شيء يمكن أن يحترق سيحترق - المباني , الغابات , وحتى أسفلت الطرق , وسوف تنفجر النيران في معامل تكرير النفط .
تلك الحرائق سوف تُطلق دخاناً ساماً كثيفاً في اتجاه الغلاف الجوي نحو طبقة الستراتوسفير , فتتكون سحابة داكنة من الدخان على بعد 15 كلم ( 9 ميل ) من سطح الأرض , ما تلبث أن تتحرك حتى تغطي سماء الكوكب بأكمله وتحجب الشمس .
في السنوات الأولى التي ستلي تلك المحرقة النووية , لن تشرق الشمس لسنوات , ولن نرى في السماء سوى السحب السوداء التي تحجب ضوء الشمس .
سيكون من الصعب أن نقول على وجه اليقين كم من الوقت سيمر قبل أن يزول هذا الدخان وتظهر السماء الزرقاء مرة اخرى , ولكن في حالة حدوث محرقة نووية كاملة , يُعتقد أنه لن نرى سماء صافية لمدة 30 عاماً تقريباً .
4- لن نستطيع الزرعة بسبب الطقس البارد
- مع اختفاء ضوء الشمس , ستنخفض درجة الحرارة , وإذا كان التدمير عالمياً , فمن المتوقع أن تنخفض درجة الحرارة عالمياً بنسبة تصل إلى 20 درجة مئوية ( 36 درجة فهرنهايت ) , ويمكننا أن نتوقع مرور السنة الأولى بعد الانفجار النووي بدون فصل الصيف .
ستكون الزراعة مستحيلة في تلك الظروف الباردة , وستعاني حيوانات العالم من الجوع حتى الموت , بينما يهلك ما تبقى من النباتات , ولكن الأمور سوف تهدأ قليلاً وستعود درجات الحرارة إلى طبيعتها بعد حوالي 25 سنة تقريباً .
5- سوف تتمزق طبقة الأوزون
- إذا عادت الحياة إلى طبيعتها فلن تعود بالكامل , فبعد مرور عام من سقوط القنابل النووية ستبدأ طبقة الأوزون بالتمزق , وهذا سيكون مدمراً بالطبع , حتى في حالة نشوب حرب نووية صغيرة , يمكننا أن نتوقع أن يتم تدمير ما يصل إلى 50% من طبقة الاوزون جراء ذلك .
سوف يتعرض العالم للهلاك بسبب الأشعة الفوق بنفسيجية , سوف تموت النباتات في جميع أنحاء العالم , وسوف تعيش الكائنات الحية التي بقيت على قيد الحياه بطفرات جينية نتيجة التغيير الذي سوف يحدث في حمضها النووي , حتى أكثر المحاصيل تكيفاً مع ظروف البيئة سوف تضعف أكثر وأكثر وتُصبح غير قادرة على التكاثر .
حتى عندما تعود السماء صافية ويسود الدفء العالم مرة أخرى , فإن زراعة الطعام ستكون مهمة صعبة للغاية , فسوف تموت الكثير من المحاصيل عند محاولة زراعتها , كما أن المزارعون الذين سيبقون تحت الشمس لفترات طويلة من أجل الزراعة سيموتون موتاً مؤلماً بسبب سرطان الجلد .
6- المليارات من البشر سوف يموتون جوعاً
- إذا حدثت حرب نووية شاملة , سوف يستغرق الأمر حوالي 5 سنوات قبل ان يتمكن اي شخص من إنتاج كمية معقولة من الطعام , فمع انخفاض درجات الحرارة , والصقيع القاتل , والأشعة فوق البنفسيجية الضارة القادمة من الفضاء , فإن القليل من المحاصيل فقط سوف تنجو لفترة حتى يتم حصادها , ولكن المليارات من الناس سوف يموتون جوعاً .
سيضطر أولئك الذين بقوا على قيد الحياة إلى إيجاد طرق للحصول على الطعام , ولكن لن يكون هذا سهلاً , وربما تكون هناك فرصة أفضل للحصول على الطعام لأولئك الذين يعيشون بالقرب من المحيطات , لأن البحار ستبرد بشكل بطيء عن اليابسة , ولكن الحياة في المحيطات أيضاً ستظل نادرة , فالظلام الذي يحجب الشمس عن الحياة البحرية سيقتل العوالق وهي مصدر الغذار الرئيسي الذي يحافظ على ازدهار الحياة في المحيط , كما سيزداد التلوث الإشعاعي في الماء مما يقلل من فرصة وجود حياة , وسيكون من الخطر تناول أي شيء يمكن اصطياده بسبب ذلك .
الخلاصة .. أن غالبية الناس الذي ستُكتب لهم النجاة خلال السنوات الخمس الأولى بعد الإنفجار النووي , سيكون الغذار نادراً جداً بالنسبة لهم , والمنافسة على تلك الندرة ستكون شريرة جداً .. ومعظمهم سيموت .
7- بعض الأغذية ستكون صالحة للأكل
- إن إحدى الطرق الأساسية التي يمكن للناس أن ينجوا بها خلال السنوات الخمس الأولى , هي استهلاك الأغذية المعبأة والمعلبة كما هو الحال في افلام الخيال العلمي , حيث تكون تلك الأغذية آمنة للاكل بعد نهاية العالم النووية .
يعتقد العلماء أيضاً أن المياه الموجودة في الآبار الجوفية العميقة قد تظل آمنة للشرب , ولكن الصراع من أجل البقاء سيقود العالم إلى معارك للسيطرة على الآبار الريفية والغذاء المعلب , فهما الأمل الأخير للبشرية في ذلك الوقت .
8- الإشعاع الكيميائي سوف يخترق عظامنا
- حتى مع وجود كمية من الطعام والشراب الصالح للإستخدام , فإن الناجين سيضطرون إلى النضال ضد السرطان الذي سينتشر على نطاق واسع .
فبعد وقت قصير من سقوط القنابل النووية , سوف ترتفع الجسيمات المشعة إلى طبقات الجو ثم تسقط مرة أخرى في جميع أنحاء العالم , وستكون صغيرة جداً بحيث لا يمكننا رؤيتها , ولكنها ستظل قادرة على قتلنا .
واحدة من تلك المواد الكيميائية القاتلة هي السترونتيوم -90 , وهذا المركب لديه القدرة على خداع الجسم ليظن أنه عنصر الكالسيوم عند استنشاقه او استهلاكه بأية طريقة , فيرسل الجسم تلك المواد السامة مباشرة إلى نخاع العظام والأسنان , مسبباً سرطان العظام .
9-سيكون هناك عواصف ضخمة
- خلال أول سنتين أو ثلاث سنوات من فترة الظلام والصقيع , يمكننا أن نتوقع أيضاً حدوث عواصف لم نشهدها من قبل !
فالحطام النووي الذي صعد إل طبقة الستراتوسفير لن يمنع فقط ضوء الشمس , بل سيؤثر أيضاً في الطقس , وسوف يُغير كيفية تشكّل السحب , مما يجعلها أكثر قابلية لإنتاج المطر , ويمكننا أن نتوقع سقط مطر شبه دائم على الأرض خلال العواصف الشديدة .
ولكن الأمور ستكون أسوأ في المحيط ,وذلك لأن درجات الحرارة على الأرض تنخفض بمعدل أسرع بينما ستستغرق المحيطات وقتاً أطول حتى تبرد وستظل دافئة نسبياً مما يتسبب في حدوث عواصف هائلة على طول سواحل المحيط , وأعاصير سوف تعيث فساداً في سواحل العالم , وسيستمر غضبها الجارف لسنوات .
10 - سوف ينجو بعض البشر على الرغم من كل شيء
- المليارات من الناس سوف يموتون في المحرقة النووية , حيث يمكننا أن نتوقع موت حوالي 500 مليون شخص على الفور بعد الإنفجارات النووية , والمليارات سوف يتضورون جوعاً حتى الموت , أو سوف يتعرضون للتجمد حتى الهلاك أثناء نضالهم في هذا العالم الجديد .
ولكن على الرغم من كل ذلك - لدى العلماء بعض الإعتقاد بأن هناك حفنة من الناس سوف تنجو , فبعد 25 إلى 30 عاماً من سقوط القنابل النووية , ستزول الغيوم , وستعود درجات الحرارة إلى طبيعتها , وسيصبح البشر قادرين على البدء من جديد , حيث ستنمو النباتات - على الرغم من أن التربة قد لا تكون خصبة كما كانت من قبل - ولكن بعد بضعة عقود قد يصبح العالم مثل " تشرنوبيل الحديثة " .. حيث تنمو الغابات الكثيفة على بقايا مدينة ميتة , فستستمر الحياة ، وسيعيد الناس بناءها , لكن العالم لن يكون هو نفسه مرة أخرى.
مصدر المقال /listverse.com
حقوق الترجمة محفوظة لمدونة / عالم المعرفة
أترك تعليقا
ليست هناك تعليقات