-->

الخميس، 2 مايو 2019

الصوم 24 ساعة من ضوء الشمس: رمضان في القطب الشمالي

 رمضان,القطب الشمالي,صوم,المسلمين,شروق الشمس,غروب الشمس
- المسلمون ليسوا فقط اولئك البشر الذين يعيشون في أراضي وربوع الشرق الأوسط الكبير , فلا يقتصر الإسلام على هؤلاء الذين يتحدثون العربية , ويعيشون في بلاد عربية منذ الأزل .. ولكن شاء الله أن ينتشر الإسلام في جميع أركان العالم .. حتى في أكثر الأماكن عزلة على كوكب الأرض .. ومع قُرب شهر رمضان المبارك , وتهاتف قلوب المسلمين للقاءه في كل ربوع العالم .. عادةً ما يصوم المسلمون في معظم البلاد من 14 إلى 16 ساعة كحد أقصى .. ولكن ماذا عن أولئك الذين يعيشون في الدائرة القطبية الشمالية , حيث تشهد تلك المنطقة أياماً تشرق فيها الشمس لمدة 24 ساعة تقريباً ؟!
ففي القطب الشمالي لكندا , يطل الصيف على أراضي التندرا الواسعة بشمس ساطعة تدوم لأكثر من 20 ساعة في اليوم , تسكن السماء وكأنها تأبى الغروب أبداً ..

فعلى سبيل المثال - في مدينة إيكالويت Iqaluit عاصمة نونافوت في كندا، والمجتمعات الإسلامية الأخرى - والتي تعتبر أقلية - في القطب الشمالي الكندي , يتحتم على المسلمين هناك التكيف مع تلك الظروف الفريدة .
 رمضان,القطب الشمالي,صوم,المسلمين,شروق الشمس,غروب الشمس
بالنسبة للبعض يبدو قدوم الصيف أمرأً مرحباً به بعد شتاء مظلم طويل , ولكن بالنسبة لجماعة إيكالويت المسلمة الصغيرة والمتنامية , فتشكل الحياة في أرض شمس منتصف الليل تحدياً فريداً لهم خلال شهر رمضان المبارك , حيث يصوم المسلمون في شتى بقاع الأرض من شروق الشمس إلى غروبها .

يخبرنا " عبد الكريم " البالغ من العمر 29 عاماً - وهو أحد القلائل المسلمين في المدينة  والذي يصوم دائما شهر رمضان على شمس القطب الشمالي منذ انتقاله من أوتاوا في عام 2011 - " لم يغُمى علي مرة واحدة قط , والسبب الوحيد الذي سيجعلني أتوقف عن الصيام هو إذا كان سيضر صحتي , ولكن لا اعتقد أن الصيام سيؤذيني " .
يصوم المسلمون في  إيكالويت من 1.30 صباحاً قبل أن تشرق الشمس , ويفطرون في حوالي الساعة 11 مساءاً عندما تغرب الشمس , أي ساعات الصيام تصل إلى حوالي 22 ساعة في اليوم !
يلتزم معظم مسلمي إكليويت بالجدول الزمني الذي يتبعه المسلمون في أوتاوا ، على بعد حوالي 1300 ميلًا جنوب المدينة - متبعين بذلك نصيحة العلماء المسلمين الذين قالوا إن على المسلمين في أقصى الشمال صيام رمضان باستخدام الجدول الزمني لمكة أو أقرب مدينة إسلامية. 
الكثير من أفراد هذا المجتمع البالغ عددهم 100 شخص تقريباً يفطرون معًا ، يجتمعون في المسجد الجديد في المدينة حيث تنخفض درجات حرارة  إلى -50 درجة مئوية  لتناول الفطار أثناء الليل, بينما تتزين موائدهم بالوجبات التقليدية مثل التمور وكاري الماعز أو الضأن ، ولكن سرعان ما تُشرق الشمس عبر نوافذهم بعد ساعتين تقريباً من الإفطار .
هذا المشهد الرائع ينتشر في بقية المجتمعات الإسلامية في أقصى المساجد في أقصى شمال كندا خلال شهر رمضان , حيث يتصارعون مع جغرافية القطب الشمالي الفريدة كي يتمكنوا من قضاء أكثر الفرائض فضلاً ومكانة .
يقول - ناظم أوان -  رئيس مركز يلونايف الإسلامي" مع وجود 300 مسلم أو نحو ذلك في يلونايف ، في الأقاليم الشمالية الغربية ،يكون أمامهم عدة خيارات فيما يتعلق بالصيام خلال شهر رمضان ، فابستثناء الحوامل والمرضى - قد يكون هناك بعض البشر الخارقين الذين يريدون الصوم لمدة 23 ساعة ، ولكن الخيار الآخر هو اتباع نية وروح الصيام باتباع المدن القريبة ، أو يمكنهم متابعة أوقات مكة والمدينة".

أما في السنوات الأخيرة فقد اختار معظم المجتمع الإسلامي في القطب الشمالي اتباع الجدول الزمني لشهر رمضان في مدينة  إدمونتون ، في ألبرتا - مثل " عوان " وهو أب لطفلين صغيرين - يبلغ أحدهما 12 عاماً حيث بدأ الصيام مؤخراً - يقول عوان أنه يتبع توقيت مكة في الصيام مع ابنه لأنه يأمل أن يشجع ابنه على الصيام وفقاً لجدول زمني أكثر قابلية للصيام وهو حوالي 15 ساعة مقارنة بجدول إدمونتون الذي يصل إلى 18 ساعة .

أما في إينوفيك - وهي بلدة صغيرة تقع على بعد 125 ميلاً شمال الدائرة القطبية الشمالية وتضم حوالي 100 مسلم - فإنه يستحيل هناك متابعة حركات شروق وغروب الشمس , لذا يتبع المسلمون جدول إدمونتون الزمني. قال أحمد الخلف: " تشرق الشمس حالياً 24 ساعة في اليوم , لا يوجد شروق أو غروب".
مسجد شمس منتصف الليل في إينوفيك - Photograph: Alamy
في إينوفيك , سعى المجتمع المسلم هناك إلى تحقيق التوازن بين الثقافة الرمضانية والتقاليد المحلية , حيث تشمل وجبة الإفطار التمر والكاري الدسم , كذلك لحم حيوان الرنة المحلية والذي يتم إعداده وفقاً للشريعة الإسلامية .. يقول أحد السكان " نقوم بصنع الحساء أو الكاري - نحن نصنع البرياني ، لكن بدلاً من استخدام اللحم البقري ، نستخدم الرنة ".
يتناول السكان من المسلمين في إينوفيك عادة الكاري ولحم حيوان الرنة والتمور في شهر رمضان
على الرغم من تلك المعاناة التي ربما عاني منها بعض المسلمين في صيام رمضان في القطب الشمالي , إلا أن لتلك المعاناة لذة خاصة وبالطبع ثواب أعظم إن شاء الله , كما أن طبيعة دورة كوكبنا ستعطيهم مكافأة بعد سنوات أيضاً .. حيث سيطل رمضان شتاءاً على ساكني القطب الشمالي يوماً .. لتشرق الشمس وتغرب خلال ساعات قليلة كل يوم .. فهنيئاً لهم وقتها الصيام لأقل من 4 ساعات .!

المصدر :theguardian

أترك تعليقا

ليست هناك تعليقات

إعلان فوق التدوينة


إعلانات

إعلان أسف التدوينة


إعلانات

كافة الحقوق محفوظة لــ عالم المعرفة 2017 - 2018 | تصميم : آر كودر